البقرة ١٢٥ - ١٢٨
للطائفين للدائرين حوله والعاكفين المجورين الذين عكفوا عنده أى أقاموا لا يبرحون أو المعتكفين وقيل للطائفين للنزاع إليه من البلاد والعاكفين والمقيمين من أهل مكة والركع السجود والمصلين جمعا راكع وساجد و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا أى اجعل هذا اليلد أو هذا المكان بلدا آمنا ذا أمن كعيشة راضية أو آمنا من فيه كقولك ليل نائم فهذا مفعول أول وبلدا مفعول ثان و آمنا صفة له وارزق أهله من الثمرات لأنه لم يكن لهم ثمرة ثم أبدل من آمن منهم بالله واليوم الآخر من أهل بدل البعض من الكل أى و أرزق المؤمنين من أهله خاصة قاس الرزق على الامامة فخص المؤمنين به قال الله تعالى جوابا له قال ومن كفر أي وأرزق من كفر فأمتعه قليلا تمتيعا قليلا أو زمانا قليلا إلى حين أجله فامتعه شامى ثم اضطره ألجئه إلى عذاب النار وبئس المصير المرجع الذى يصير إليه النار فالمخصوص بالذم محذوف و إذ يرفع حكاية حال ماضيه إبراهيم القواعد هى جمع قاعدة وهى الأساس والأصل لما فوقه وهى صفة غالبة ومعناها الثابتة ورفع الأساس البناء عليها لأنها إذا بنى عليها نقلت عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع وتطاولت بعد التقاصر من البيت بيت الله وهو الكعبة واسمعيل هو عطف على إبراهيم وكان إبراهيم يبنى واسمعيل يناوله الحجارة ربنا أى يقولان ربنا وهذا الفعل فى محل النصب على الحال وقد أظهره عبد الله فى قراءته ومعناه برفعانها قائلين ربنا تقبل منا تقربنا إليك ببناء هذا البيت إنك أنت السميع لدعائنا العليم بضمائرنا ونياتنا وفى إبهام القواعد وتبيينها بعد الابهام تفخيم لشأن المبين ربنا واجعلنا مسلمين لك مخلصين لك أو جهنا من قوله أسلم وجهه لله أو مستسلمين يقال أسلم له واستسلم إذا خضع وأذعن والمعنى زدنا إخلاصا واذعانا لك ومن ذريتنا واجعل من ذريتنا أمة مسلمة لك ومن للتبعيض أو للنبيين وقيل أراد بالأمة أمة محمد عليه السلام و إنما خصا بالدعاء ذريتهما لأنهم أولى بالشفقة كقوله تعالى قوا أنفسكم وأهليكم نارا وأرنا مناسكنا منقول من رأى بمعنى أبصر أو عرف ولذا لم يتجاوز مفعولين أى وبصرنا متعبداتنا فى الحج أو عرفناها وواحد المناسك منسك بفتح السين وكسرها وهو المتعبد ولهذا قيل للعابد ناسك وارنا مكى قاسه على فخذ فى فخذ وأبو عمر ويشم الكسرة وتب علينا ما فرط منا من التقصير