البقرة ١٣٨ - ١٤١
تمييز أى لا صبغة أحسن من صبغته يريد الدين أو التطهير ونحن له عابدون عطف على آمنا بالله وهذا العطف يدل على أن قوله صبغة الله داخل فى مفعول قولوا آمنا أى قولوا هذا وهذا ونحن له عابدون ويرد قول من زعم أن صبغة الله بدل من ملة إبراهيم أو نصب على الإغراء بمعنى عليكم صبغة الله لما فيه من فك النظم وإخراج الكلام عن التئامه وانتصابها على أنها مصدر مؤكد هو الذى ذكره سيبويه والقول ما قالت حذام قل أتحاجوننا فى الله أى أتجادلوننا فى شأن الله واصطفائه النبى من العرب دونكم وتقولون لو أنزل الله على أحد لأنزل علينا وترونكم أحق بالنبوة منا وهو ربنا وربكم نشترك جميعا فى أننا عباده وهو ربنا وهو يصيب برحمته وكرامته من يشاء من عباده ولنا اعمالنا ولكم أعمالكم يعنى أن العمل هو أساس الامر وكما أن لكم أعمالا فلنا كذلك ونحن له مخلصون أى نحن له موحدون نخلصه بالايمان وانتم به مشركون والمخلص أحرى بالكرامة وأولى بالنبوة من غيره أم تقولون بالتاء شامى وكوفى غير ابى بكر و أم على هذا معادلة للهمزة فى اتحاجوننا يعنى أى الأمرين تأتون المحاجة فى حكم الله أم ادعاء اليهودية والنصرانية على الأنبياء أو منقطعة أى بل أيقولون غيرهم بالياء وعلى هذا لا تكون الهمزة إلا منقطعة أن إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى ثم أمر نبيه عليه السلام أن يقول مستفهما رادا عليهم بقوله قل أأنتم أعلم أم الله يعنى أن الله شهد لهم بملة الإسلام فى قوله ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله أى كتم شهادة الله التى عنده أنه شهد بها وهى شهادة الله لإبراهيم بالحنيفية والمعنى أن أهل الكتاب لا أحد أظلم منهم لأنهم كتموا هذه الشهادة وهم عالمون بها أو إنا لو كتمنا هذه الشهادة لم يكن احد أظلم منا فلا نكتمها وفيه تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمد عليه السلام بالنبوة فى كتبهم وسائر شهاداته ومن فى قوله من الله مثلها فى قولك هذه شهادة منى لفلان إذا شهدت له فى أنها صفة لها وما الله بغافل عما تعملون من تكذيب الرسل وكتمان الشهادة تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون كررت للتأكيد ولأن المراد بالأول الأنبياء عليهم


الصفحة التالية
Icon