البقرة ١٥٨ - ١٦٢
أعلام مناسكه متعبداته جمع شعيرة وهى العلامة فمن حج البيت قصد الكعبة أو اعتمر زار الكعبة فالحج القصد والاعتمار الزيارة ثم غلبا على قصد البيت زيارته للنسكين المعروفين وهما فى المعانى كالنجم والبيت فى الأعيان فلا جناح عليه فلا اثم عليه أن يطوف بهما أى يتطوف فادغم التاء فى الطاء و أصل الطوف المشى حول الشئ والمراد هنا السعى بينهما قيل كان على الصفا أساف وعلى المروة نائلة هما ضمان يروى أنهما كانا رجلا وامرأة زنيا فى الكعبة فمسخا حجرين فوضعا عليهما ليعتبر بهما فلما طالت المدة عبدا من دون الله وكان أهل الجاهلية إذا سعو امسحوا هما فلما جاء الإسلام وكسرت الأوثان كره المسلمون الطواف بينهما لأجل فعل الجاهلية فرفع عنهم الجناح بقوله فلا جناح وهو دليل على أنه ليس بركن كما قال مالك والشافعى رحمهما الله تعالى وكذا قوله ومن تطوع خيرا أى بالطواف بهما وهو كذلك مشعر بأنه ليس بركن ومن يطوع حمزة وعلى أى يتطوع فادغم التاء فى الطاء فان الله شاكر مجاز على القليل كثيرا عليم بالأشياء صغيرا أو كبيرا إن الذين يكتمون من أحبار اليهود ما انزلنا فى التوراة من البينات من الآيات الشاهدة على أمر محمد عليه السلام والهدى الهداية إلى الإسلام بوصفه عليه السلام من بعد ما بيناه أوضحناه للناس فى الكتاب فى التوراة لم ندع فيه موضع إشكال فعمدوا إلى ذلك المبين فكتموه أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الذين يتاتى منهم اللعن وهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين إلا الذين تابوا عن الكتمان وترك الإيمان وأصلحوا ما أفسدوا من أحوالهم وتداركوا ما فرط منهم وبينوا وأظهروا ما كتموا فأولئك أتوب عليهم أقبل توبتهم وأنا التواب الرحيم أن الذين كفروا وماتوا وهم كفار يعنى الذين ماتوا من هؤلاء الكاتمين ولم يتوبوا أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ذكر لعنتهم أحياء ثم لعنتهم أمواتا والمراد بالناس المؤمنون أو المؤمنون والكافرون إذ بعضهم يلعن بعضا يوم القيامة قال الله تعالى كلما دخلت أمة لعنت أختها خالدين حال من هم فى عليهم فيها فى اللعنة أو فى النار إلا أنها أضمرت تفخيما لشأنها وتهويلا لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون