البقرة ١
وان يفعل بهم ما يفعله الملك إذا غضب على ما تحت يده وقيل المغضوب عليهم هم اليهود لقوله تعالى من لعنه الله وغضب عليه والضالون هم النصارى لقوله تعالى قد ضلوا من قبل ولا زائدة عند البصريين للتوكيد وعند الكوفيين هى بمعنى غير آمين صوت سمى به الفعل الذى هو استجب كما أن رويد اسم لأمهل وعن ابن عباس رضى الله عنهما سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن معنى آمين فقال افعل وهو مبنى وفيه لغتان مد الفه وقصرها وهو الأصل والمد بإشباع الهمزة قال... يا رب لا تسلبنى حبها أبدا... ويرحم الله عبدا قال آمينا...
وقال أمين فزاد الله ما بيننا بعدا قال عليه السلام لقننى جبريل آمين عند فراغى من قراءة فاتحة الكتاب وقال إنه كالختم على الكتاب وليس منه القرآن بدليل أنه لم يثبت في المصاحف
البقرة ١
سورة البقرة مدنية وهى مائتان وست أو سبع وثمانون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

الم ونظائرها أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة التى منها ركبت الكلم فالقاف تدل على أول حروف قال والألف تدل على أوسط حروف قال واللام تدل على الحرف الأخير منه وكذلك ما أشبهها والدليل على أنها أسماء أن كلا منها يدل على معنى في نفسه ويتصرف فيها بالامالة والتفخيم وبالتعريف والتنكير والجمع والتصغير وهى معربة و إنما سكنت سكون زيد وغيره من الأسماء حيث لا يمسها إعراب لفقد مقتضيه وقيل إنها مبنية كالأصوات نحو غاق فى حكاية صوت الغراب ثم الجمهور على أنها أسماء السور وقال ابن عباس رضى الله عنهما أقسم الله بهذه الحروف وقال ابن مسعود رضى الله عنه إنها اسم الله الأعظم وقيل إنها من المتشابه الذى لا يعلم تأويله إلا الله وما سميت معجمة إلا لاعجامها وإبهامها وقيل ورود هذه الأسماء على نمط التعديد كالإيقاظ لمن تحدى بالقرآن وكالتحريك للنظر فى أن هذا المتلو عليهم وقد عجزوا عنه من آخرهم كلام منظوم من عين ما ينظمون منه كلامهم ليؤديهم النظر إلى أن يستيقنوا أن لم تتساقط مقدرتهم دونه ولم يظهر عجزهم عن أن يأتوا بمثله بعد المراجعات المتطاولة وهم أمراء الكلام إلا لأنه ليس من كلام البشر و أنه كلام خالق القوى والقدر وهذا القول من الخلاقة بالقبول بمنزل وقيل إنما وردت السور مصدرة بذلك ليكون أول ما يقرع الأسماع مستقلا بوجه من الإغراب وتقدمه من دلائل الإعجاز وذلك أن النطق بالحروف انفسها كانت العرب فيه مستوية الأقدام الأميون منهم و أهل الكتاب بخلاف النطق بأسامى الحروف


الصفحة التالية
Icon