يونس ١٣ - ١٦
على كفرهم وهو عطف على ظلموا أو اعتراض واللام لتأكيد النفى يعنى أن السبب فى إهلاكهم تكذيبهم للرسل وعلم الله أنه لا فائدة فى إمهالهم بعد أن ألزموا الحجة ببعثة الرسل كذلك مثل ذلك الجزاء يعنى الاهلاك نجزى القوم المجرمين وهو وعيد لأهل مكة على اجرامهم بتكذيب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جعلناكم خلائف فى الأرض من بعدهم الخطاب للذين بعث اليهم محمد صلى الله عليه و سلم أى استخلفناكم فى الارض بعد القرون التى اهلكناها لننظر كيف تعملون أى لننظر أتعملون خيرا و شرا فنعاملكم على حسب عملكم وكيف فى محل النصب يتعملون لا ينتظر لأن معنى الاستفهام فيه يمنع أن يتقدم عليه عامله والمعنى أنتم بمنظر منا فانظروا كيف تعملون أبالاعتبار بماضيكم أم الاغترار بما فيكم قال عليه السلام الدنيا حلوة خضرة وان الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون و إذا تتلى عليهم آياتنا بينات حال قال الذين لا يرجون لقاءنا لما غاظهم ما في القرآن من ذم عبادة الأوثان والوعيد لأهل الطغيان ائت بقرآن غير هذا ليس فيه ما يغيظنا من ذلك نتبعك أو بدله بأن تجعل مكان آية عذاب آية رحمة وتسقط ذكر الآلهة وذم عبادتها فأمر بأن يجيب عن التبديل لأنه داخل تحت قدرة الانسان وهو أن يضع مكان آية عذاب آية رحمة و أن يسقط ذكر الآلهة بقوله قل ما يكون لى ما يحل لى أن أبدله من تلقاء نفسى من قبل نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلى لا أتبع إلا وحى الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تبديل لأن الذى أتيت به من عند الله لا من عندى فابدله إنى أخاف إن عصيت ربى بالتبدليل من عند نفسى عذاب يوم عظيم أى يوم القيامة و أما الايتان بقرآن آخر فلا يقدر عليه الانسان وقد ظهر لهم العجز عنه إلا أنهم كانوا لا يعترفون بالعجز ويقولون لو نشاء لقلنا مثل هذا ولا يحتمل أن يريدوا بقوله ائت بقرآن غير هذا أو بدله من جهة الوحى لقوله إنى أخاف أن عصيت ربى عذاب يوم عظيم وغرضهم فى هذا الاقتراح الكيد اما اقتراح ابدال قرآن بقرآن ففيه أنه من عندك وانك قادر على مثله فأبدل مكانه آخر واما اقتراح التبديل فلاختيار الحا ل و أنه أن وجد منه تبديل فأما أن يهلكه الله فينجوا منه اولا يهلكه فيسخروا منه فيجعلوا التبديل حجة عليه وتصحيحا لافترائه على الله قل لو شاء الله ما تلوته عليكم يعنى أن تلاوته ليست إلا بمشيئة الله واظهاره أمرا عجيبا


الصفحة التالية
Icon