يونس ٦٨ - ٧٢
به الكل امارة الحاجة فمن كان غنيا غير محتاج كان الولد عنه منفيا و لأن الولد بعض الوالد فيستدعى أن يكون مركبا وكل مركب ممكن وكل ممكن يحتاج إلى الغير فكان حادثا فاستحال القديم أن يكون له ولد له ما فى السموات وما فى الأرض ملكا ولا تجتمع البنوة معه أن عندكم من سلطان بهذا ما عندكم من حجة بهذا القول والباء حقها أن تتعلق بقوله أن عندكم على أن يجعل القول مكانا لسلطان كقولك ما عندكم بأرضكم موز كأنه قيل أن عندكم فيما تقولون سلطان ولما نفى عنهم البرهان جعلهم غير عالمين فقال اتقولون على الله مالا تعلمون قل أن الذين يفترون على الله الكذب باضافة الولد إليه لا يفلحون لا ينجون من النار ولا يفوزون بالجنة متاع فى الدنيا أى افتراؤهم هذا منفعة قليلة هى الدنيا حيث يقيمون به رياستهم فى الكفر ومناصبة النبى صلى الله عليه و سلم بالتظاهر به ثم الينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد المخلد بما كانوا يكفرون بكفرهم واتل عليهم واقرأ عليهم نبأ نوح خبره مع قومه والوقف عليه لازم إذ لو وصل لصار إذ ظرفا لقوله واتل بل التقدير واذكر إذ قال لقومه يا قوم أن كان كبر عليكم عظم وثقل كقوله وانها لكبيرة إلا على الخاشعين مقامى مكانى يعنى نفسه كقوله ولمن خاف مقام ربه جنتان أى خاف ربه أو قيامى ومكثى بين أظهركم ألف سنة إلا خمسين عاما أو مقامى وتذكيرى بآيات الله لأنهم كانوا إذا وعظوا الجماعة قاموا على أرجلهم يعظونهم ليكون مكانهم بينا وكلامهم مسموعا فعلى الله توكلت أى فوضت امرى إليه فاجمعوا أمركم من أجمع الامر إذا نواه وعزم عليه وشركاءكم الواو بمعنى مع أى فاجمعوا أمركم مع شركائكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة أى غما عليكم وهما والغم والغمة كالكرب والكربة أو ملتبسا فى خفية والغمة السترة من غمه إذا ستره ومنه الحديث لاغمة فى فرائض الله أى لا تستر و لكن يجاهر بها والمعنى ولا يكن قصدكم إلى اهلاكى مستورا عليكم ولكم مكشوفا مشهور اتجاهروننى به ثم اقضوا إلى ذلك الأمر الذى تريدون بى أى أدوا إلى ما هو حق عندكم من هلاكى كما يقضى الرجل غريمه أو اصنعوا ما امكنكم ولا تنظرون ولا تمهلونى فإن توليتم فإن أعرضتم عن تذكيرى