هود ٣ - ٧
عيشة واسعة ونعمة متتابعة إلى أجل مسمى إلى أن يتوفاكم ويؤت كل ذى فضل فضله ويعط فى الآخرة كل من كان له فضل فى العلم وزيادة فيه جزاء فضله لا يبخس منه شيئا و إن تولوا وان تتولوا فانى أخاف عليكم عذاب يوم كبير هو يوم القيامة إلى الله مرجعكم رجوعكم وهو على كل شيء قدير فكان قادرا على اعادتكم ألا أنهم يثنون صدورهم يزورون عن الحق وينحرون عنه لأن من أقبل على الشيء استقبله بصدره ومن ازور عنه وانحرف نثى عنه صدره وطوى عنه كشحه ليستخفوا منه ليطلبوا الخفاء من الله فلا يطلع رسوله والمؤمنون على ازوراراهم ألا حين يستغشون ثيابهم يتغطون بها أى يريدون الاستخفاء حين يستغشون ثيابهم كراهة لاستماع كلام الله كقول نوح عليه السلام جعلوا أصابعهم فى آذانهم واستغشوا ثيابهم يعلم ما يسرن وما يعلنون أى لا تفاوت فى علمه بين اسرارهم واعلانهم فلا وجه لتوصلهم إلى ما يريدون من الاستخفاء والله مطلع على ثنيهم صدورهم واستعشائهم ثيابهم ونفاقهم غير نافق عند قيل نزلت فى المنافقين أنه عليم بذات الصدور بما فيها وما من دابة فى الارض إلا على الله رزقها تفضلا لا وجوبا ويعلم مستقرها مكانه من الأرض ومسكنه ومستودعها حيث كان مودعا قبل الاستقرار من صلب أو رحم أو بيضة كل فى كتاب مبين كل واحد من الدواب رزقها ومستقرها ومستودعها فى اللوح يعنى ذكرها مكتوب فيه مبين وهو الذى خلق السموات و الأرض وما بينهما فى ستة أيام من الاحد إلى الجمعه تعليما للتأنى وكان عرشه على الماء أى فوقه يعنى ما كان تحته خلق قبل خلق السموات والارض إلا الماء وفيه دليل على أن العرش والماء كانا مخلوقين قبل خلق السموات والأرض قيل بدأه بخلق ياقوتة خضراء فنظر اليها بالهيبة فصارت ماء ثم خلق ريحا فأقر الماء على متنه ثم وضع عرشه على الماء وفى وقوف العرش على الماء أعظم اعتبار لاهل الأفكار ليبلوكم أى خلق السموات والأرض وما بينهما للممتحن فيهما ولم يخلق هذه الأشياء لأنفسها أيكم أحسن عملا أكثر شكرا وعنه عليه السلام أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرع فى طاعة


الصفحة التالية
Icon