هود ٤١ - ٤٤
مجراها ومرساها بذكر اسم الله أى بسم الله اجراؤها وارساؤها وكان إذا أراد أن تجرى قال بسم الله فجرت و إذا أراد أن ترسوا قال بسم الله فرست مجريها بفتح الميم وكسر الراء من جرى اما مصدر أو وقت حمزة وعلى وحفص وبضم الميم وكسر الراء أبو عمرو والباقون بضم الميم وفتح الراء أن ربى لغفور لمن امن منهم رحيم حيث خلصهم وهى تجرى بهم متصل بمحذوف دل عليه اركبوا فيها بسم الله كأنه قيل فركبوا فيها يقولون باسم الله وهى تجرى بهم أى السفينة تجرى وهم فيها فى موج كالجبال يريد موج الطوفان وهو جمع موجة كتمر وتمرة وهو ما يرتفع من الماء عند اضطرابه بدخول الرياح الشديدة فى خلاله شبه كل موجة منه بالجبل فى تراكمها وارتفاعها ونادى نوح ابنه كنعان وقيل يام والجمهور على أنه ابنه الصلى وقيل كان ابن امرأته وكان فى معزل عن ابيه وعن السفينة مفعل من عزله عنه إذا نحاه وأبعده أو فى معزل عن دين أبيه يا بنى بفتح الياء عاصم اقتصارا عليه من الألف المبدلة من ياء الاضافة من قولكم يا بنيا غيره بكسر الياء اقتصار عليه من ياء الإضافة اركب معنا فى السفينة أى اسلم واركب ولا تكن مع الكافرين قال سآوى ألجأ ألى جبل يعصمنى من الماء يمنعنى من الغرق قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم إلا الراحم وهو الله تعالى أو لا عاصم اليوم من الطوفان إلا من رحم الله أى إلا مكان من رحم الله من المؤمنين وذلك أنه لما جعل الجبل عاصما من الماء قال له لا يعصمك اليوم معتصم قط من جبل ونحوه سوى معتصم واحد وهو مكان من رحمهم الله ونجاهم يعنى السفينة أو هو استثناء منقطع كأنه قيل ولكن من رحمه الله فهو المعصوم كقوله مالهم به من علم إلا اتباع الظن وحال بينهما الموج بين ابنه والجبل أو بين نوح وابنه فكان من المغرقين فصار أو فكان فى علم الله وقيل يا ارض ابلعى ماءك انشفى وتشربى والبلع النشف وياسماء اقلعى امسكى وغيض الماء نقص من غاضه اذا نقصه وهو لازم ومتعد وقضى الأمر وانجز ما وعد الله نوحا من اهلاك قومه واستوت واستقرت السفينة بعد أن طافت الأرض كلها ستة أشهر على الجودى وهو جبل بالموصل وقيل بعدا للقوم الظالمين أى سحقا لقوم نوح