هود ٩٨ - ١٠٣
قومه يوم القيامة أى يتقدمهم وهم على عقبه تفسيرا له وإيضاحا اى كيف يرشد أمر من هذه عاقبته والرشد يستعمل فى كل ما يحمد ويرتضى كما استعمل الغى فى كل ما يذم ويقال قدمه بمعنى تقدمه فأوردهم النار ادخلهم وجئ بلفظ الماضى لأن الماضى يدل على أمر موجود مقطوع به فكأنه قيل يقدمهم فيوردهم النار لا محالة يعنىكما كان قدوة لهم فى الضلال كذلك يتقدمهم إلى النار وهم يتبعونه وبئس الورد المورد و المورود الذى ورده شبه بالفارط الذى يتقدم الواردة إلى الماء وشبه اتباعه بالواردة ثم قال وبئس الورد المورود الذى يردونه النار لأن الورد إنما يراد لتسكين العطش والنار ضده واتبعوا فى هذه أى الدنيا لعنة ويوم القيامة أى يلعنون فى الدنيا ويلعنون فى الآخرة بئس الرفد المرفود رفدهم أى بئس العون المعان أو بئس العطاء المعطى ذلك مبتدأ من انباء القرى خبر نقصه عليك خبر عبد خبر أى ذلك النبأ بعض أنباء القرى المهلكة مقصوص عليك منها من القرى قائم وحصيد أى بعضها باق وبعضها عافى الأثر كالزرع القائم على ساقه والذى حصد والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب وما ظلمناهم بإهلاكنا إياهم ولكن ظلموا أنفسهم بارتكاب ما به أهلكوا فما أغنت عنهم آلهتهم فما قدرت أن ترد عنهم بأس الله التى يدعون يعبدون وهى حكاية حال ماضية من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك عذابه ولما منصوب بما أغنت وما زادوهم غير تتبيب تخسير يقال تب إذا خسر وتبيه غيره اوقعه فى الخسران يعنى وما أفادتهم عبادة غير الله شيئا بل أهلكتهم وكذلك محل الكاف الرفع أى ومثل ذلك الأخذ أخذ ربك إذا اخذ القرى أى اهلها وهى طالمة حال من القرى إن اخذه أليم شديد مؤلم شديد صعب على المأخوذ وهذا تحذير لكل قرية ظالمة من كفار مكة وغيرها فعلى كل ظالم أن يبادر التوبة ولا يغتر بالإمهال إن فى ذلك فيما قص الله من قصص الأمم الهالكة لآية لعبرة لمن خاف عذاب الآخرة أى اعتقد صحته ووجوده ذلك إشارة إلى يوم القيامة لأن عذاب الآخرة دل عليه يوم مجموع له الناس