هود ١٠٨ - ١١١
واما الذين سعدوا سعدوا حمزة وعلى وحفص سعد لازم وسعده يسعده متعد ففى الجنة خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك هو استثناء من الخلود فى نعيم الجنة وذلك أن لهم سوى الجنة ما هو اكبر منها وهو رؤية الله تعالى ورضوانه أو معناهاإلا من شاء أن يعذبه بقدر ذنبه قبل أن يدخله الجنة وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال الاستثناء فى الآيتين لأهل الجنة ومعناه ما ذكرنا أنه لا يكون للمسلم العاصى الذى دخل النار خلود فى النار حيث يخرج منها ولا يكون له ايضا خلود فى الجنة لأنه لم يدخل الجنة ابتداء والمعتزلة لما لم يروا خروج العصاة من النار ردوا الأحاديث المروية فى هذا الباب وكفى به اثما مبينا عطاء غير مجذوذ غير مقطوع ولكنه ممتد إلى غير نهاية كقوله لهم أجر غير ممنون وهو نصب فى المصدر أى اعطوا عطاء قيل كفرت الجهمية بأربع آيات عطاء غير مجذوذ أكلها دائم وما عند الله باق لا مقطوعة ولا ممنوعة لما قص الله قصص عبدة الأوثان وذكر ما احل بهم من نقمه وما اعد لهم من عذابه قال فلاتك فى مرية مما يعبد هؤلاء أى فلا تشك بعد ما أنزل عليك من هذه القصص فى سوء عاقبة عبادتهم لما اصاب أمثالهم قبلهم تسلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم وعدة بالانتقام منهم ووعيدا لهم ثم قال ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل يريد أن حالهم فى الشرك مثل حال آبائهم وقد بلغك ما نزل بآبائهم قسينزلن بهم مثله وهو استئناف معناه تعليل النهى عن المرية وما فى مما وكما مصدرية أو موصولة أى من عبادتهم وكعبادتهم أو مما يعبدون من الاوثان ومثل ما يعبدون منها وإنا لموفوهم نصيبهم حظهم من العذاب كما وفينا آباءهم أنصباءهم غير منقوص حال من نصيبهم أى كاملا ولقد آتينا موسى الكتاب التوراة فاختلف فيه آمن به قوم وكفر به قوم كما اختلف فى القرآن وهو تسلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم ولولا كلمة سبقت من ربك أنه لا يعاجلهم بالعذاب لقضى بينهم بين قوم موسى أو قومك بالعذاب المستأصل وإنهم لفى شك منه من القرآن أو من العذاب مريب من أراب الرجل إذا كان ذا ريبة على الإسناد المجازى و إن كلا التنوين عوض عن المضاف إليه يعنى و إن كلهم أى و إن جميع المختلفين فيه و إن مشددة لما مخفف بصرى وعلى ما مزيدة جىء بها ليفصل بها بين لام إن ولام


الصفحة التالية
Icon