هود ١١٦ - ١٢٣
من حب الرياسة والثروة وطلب أسباب العيش الهنيء ورفضوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ونبذوه وراء ظهورهم وكانوا مجرمين اعتراض وحكم عليهم بأنهم قوم مجرمون وما كان ربك ليهلك القرى اللام لتأكيد النفى بظلم حال من الفاعل أى لا يصح أن يهلك الله القرى ظالما لها وأهلها قوم مصلحون تنزيها لذاته عن الظلم وقيل الظلم الشرك أى لا يهلك القرى بسبب شرك اهلها وهم مصلحون فى المعاملات فيما بينهم لا يضمون إلى شركهم فساد آخر ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة أى متفقين على الإيمان والطاعات عن اختيار ولكن لم يشأ ذلك وقالت المعتزلة هى مشيئة قسر وذلك رافع للابتلاء فلا يجوز ولا يزالون مختلفين فى الكفر والإيمان أى ولكن شاء أن يكونوا مختلفين لما علم منهم اختيار ذلك إلا من رحم ربك إلا ناسا عصمهم الله عن الاختلاف فاتفقوا على دين الحق غير مختلفين فيه ولذلك خلقهم أى واما هم عليه من الاختلاف فعندنا خلقهم للذى علم أنهم سيصيرون إليه من اختلاف أواتفاق ولم يخلقهم لغير الذى علم أنهم سيصيرن إليه كذا فى شرك التأويلات وتمت كلمة ربك وهى قوله للملائكة لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين لعلمه بكثرة من يختار الباطل وكلا التنوين فهي عوض من المضاف إليه كأنه قيل وكل نبأ وهو منصوب بقوله نقص عليك وقوله من أنباء الرسل بيان لكل وقوله ما نثبت به فؤادك بدل من كلا وجاءك فى هذه الحق أى فى هذه السورة أو فى هذه الأنباء المقتصة ما هو حق وموعظة وذكرى للمؤمنين ومعنى تثبيت فؤاده زيادة يقينه لأن تكاثر الأدلة أثبت للقلب وقل للذين لا يؤمنون من أهل مكة وغيرهم اعملوا على مكانتكم على حالكم وجهتكم التى أنتم عليها إنا عاملون على مكانتنا وانتظروا بنا الدوائر إنا منتظرون أن ينزل بكم نحو ما اقتص الله تعالى من النقم النازلة بأشباهكم ولله غيب السموات والأرض لا تخفى عليه خافية مما يجرى فيها فلا تخفى عليه أعمالكم واليه يرجع الأمر كله فلابد


الصفحة التالية
Icon