الأعراف ٦١ ٦٥ المختفلة من الأوامر والنواهى والمواعظ والبشائر والنظائر أبلغكم أبو عمرو وهو كلام مستأنف بيان لكونه رسول رب العالمين وأنصح لكم وأقصد صلاحكم بالخصلاص يقال نصحته ونصحت له وفى زيادة اللام مبالغة ودلالة على امحاض النصيحة وحقيقة النصح إرادة الخير لغيرك مما تريده لنفسك أو النهاية فى صدق العناية واعلم من الله مالا تعلمون أى صفاته يعنى قدرته الباهرة وشدةبطشه على أعدائه وأن بأسه لا يرد عن القوم المجريمن أو عجبتم الهمزة للانكار والواو للعطف والمعطوف عليه محذوف كأنه قيل أكذبتم وعجبتم أن جاءكم من أن جاءكم ذكرة موعظة من ربكم على رجكل منكم على لسان رجل منكم أى من جنسكم وذلك أنهم كانوا يتعجبون من نبوة نوح عليه السلام ويقولوا ما سمعنا بهذا فى آبائنا الأولين يعنون إرسال البشر ولو شاء ربنا لأنزل ملائكة لينذكر يحذكرم عاقبة الكفر ولتتقوا ولتوجد منكم التقوىة وفى الحشية بسبب الإنذار ولعلكم ترحمون ولترحموا بالتقوىة إن وجدت منكم فكذبوه فنسبوه إلى الكذب فأنجيناه والذين معه وكانوا أربعين رجلا وامرأة وقيل تسعة بنوه سام وحام ويافث وستة ممن آمن به فى الفلك يتعلق بمعه كأنه قيل والذين صحبوه فى الفلك والأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين عن الحق يقال اعمى فى البصر وعم فى البصير
والى عاد وأرسلنا إلى عاد ووهو عطف على نوح أخاهم واحدا ممنهم من قولكم يا أخا العرب للواحد منهم و إنما تجعل واحدا منهم لأنهم عن رجل منهم أفهم فكانت الججة عليهم الزم هودا عطف بيان أخاهم وهو هود بن شالح بن ارفخشد بن سام بن نوح قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون و إنما لم يقل فقال كما فى قصة نوع عليه السلام لأنه على تقدير سؤال سائل قال فما قال لهم هود فقيل قال يا قوم اعدبوا الله وكذلك قال الملأ الذين كفروا من قومه و إنما وصف الملأ بالذين كفروا دون الملأ من قوم نوح لأن فى أشراف قوم هود من آمن منهم مرد بن سعد فأريد التفرقة بالوصف ولم يكن فى أشراف قوم نوح عليه السلام مؤمن انا لنراك فى سفاهة فى فخة حلم وسحافة عقل حيث تهجر دين قومك إلى دين آخر وجعلت السفاهة


الصفحة التالية
Icon