يوسف ٩ - ١٤
على ذلك إلا من قال لا تقتلوا يوسف وقيل الآمر بالقتل شمعون والبقاون كانوا راضين فجعلوا آمرين أو اطرحوه ارضا منكورة مجهولة بعيدة عن العمران وهو معنى تنكيرها واخلائها عن الوصف ولهذا الإبهام نصبت نصب الظروف المبهمة يخل لكم وجه أبيكم يقبل عليكم إقبالة واحدة لا يلتفت عنكم إلى غيركم والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها فكان ذكر الوجه لتصوير معنى إقباله عليهم لأن الرجل إذا أقبل على الشئ أقبل بوجهه وجاز أن يراد بالوجه الذات كما قال ويبقى وجه ربك وتكونوا مجزوم عطفا على يخل لكم من بعده من بعد يوسف أى من بعد كفايته بالقتل أو التغريب أو من بعد قتله أو طرحه فيرجع الضمير الى مصدر اقتلوا أو اطرحوا قوما صالحين تائبين إلى الله مما جنيتم عليه أو يصلح حالكم عند أبيكم قال قائل منهم هو يهوذا وكان أحسنهم فيه رأيا لا تقتلوا يوسف فإن القتل عظيم وألقوه فى غيابت الجب فى قعر البئر وما غاب منه عن عين الناظر غيابات وكذا ما بعده مدنى يلتقطه بعض السيارة بعض الأقوام الذى يسيرون فى الطريق إن كنتم فاعلين به شيئا قالو يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أى لم تخافنا عليه ونحن نريد له الخير ونشفق عليه وأرادوا بذلك لما عزموا على كيد يوسف استنزاله عن رأيه وعادته فى حفظه منهم وفيه دليل على أنه أحس منهم بما اوجب أن لا يامنهم عليه أرسله معنا غدا يرتع نتسع فى أكل الفواكه وغيرها والرتعة السعة ويلعب نتفرج بما يباح كالصيد والرمى والركض الياء فيهما مدنى وكوفى وبالنون فيهما مكى وشامى و أبو عمرو وبكسر العين حجازى من ارتعى يرتعى افتعال من الرعى وإنا له لحافظون من أن يناله مكروه قال إنى ليحزننى أن تذهبوا به أى يحزننى ذهابكم به واللام لام الابتداء وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون اعتذر اليهم بأن ذهابهم به مما يحزنه لأنه كان لا يصبر عنه ساعة و أنه يخاف عليه من عدوة الذئب إذا غفلوا عنه برعيهم ولعبهم قالوا لئن اكله الذئب اللام موطئة للقسم والقسم محذوف تقديره والله لئن أكله الذئب والواو فى ونحن عصبة أى فرقة مجتمعة مقتدرة على الدفع للحال أنا إذا لخاسرون جواب للقسم مجزىء عن