يوسف ٢٩ - ٣١
لذنبك انك كنت من الخاطئين من جملة القوم المتعمدين للذنب يقال خطىء إذا أذنب متعمدا وانما قال بلفظ التذكير تغليبا للذكور على الإناث وكان العزيز رجلا حليما قليل الغيرة حيث اقتصر على هذا القول وقال نسوة جماعة من النساء وكن خمسا امرأة الساقى وامرأة الخباز وامرأة صاحب الدواب وامرأة صاحب السجن وامرأة الحاجب والنسوة اسم مفرد لجمع المرأة وتأنيثها غير حقيقى ولذا لم يقل قالت وفيه لغتان كسر النون وضمها فى المدينة فى مصر امرأت العزيز يردن قطفير والعزيز الملك بلسان العرب تراود فتاها غلامها يقال فتاى وفتاتى أى غلامىوجاريتى عن نفسه لتنال شهوتها منه قد شغفها حبا تمييز أى قد شغفها حبه يعنى حرق حبه شغاف قلبها حتى وصل إلى الفؤاد والشغاف حجاب القلب أو جلدة رقيقة يقال لها لسان القلب أنا لنراها فى ضلال مبين فى خطأ وبعد عن طريق الصواب فلما سمعت راعيل بمكرهن باغتيابهن وقولهم امرأة العزيز عشقت عبدها الكنعانى ومقتها وسما الاغتياب مكرا لأنه فى خفية وحال غيبة كما يخفى الماكر مكره وقيل كانت استكتمتهن سرها فأفشينه عليها أرسلت إليهن دعتهن قيل دعت أربعين امراة منهم الخمس المذكورات واعتدت وهيأت افتعلت من العتاد لهن متكأ ما يتكئن عليه من نمارق قصدت بتلك الهيئة وهى قعودهن متكأت والسكاكين فى أيديهن أن يدهشن عند رؤيته ويشغلن عن نفوسهن فتقع أيدهن على أيديهن فيقطعنها لأن المتكىء إذا بهت لشيء وقعت يده على يده وآتت كل واحدة منهن سكينا وكانوا لا يأكلون فى ذلك الزمان إلا بالسكاكين كفعل الأعاجم وقالت أخرج عليهن بكسر التاء بصرى وعاصم وحمزة وبضمها غيرهم فلما رأينه أكبرنه أعظمنه وهبن ذلك الحسن الرائق والجمال الفائق وكان فضل يوسف على الناس فى الحسن كفضل القمر ليلة البدر على نجوم السماء وكان إذا سار فى أزقة مصر يرى تلألؤ وجهه على الجدران وكان يشبه آدم يوم خلقه ربه وقيل ورث الجمال من جدته سارة وقيل أكبرن بمعنى حضن والهاء للسكت إذ لا يقال النساء قد حضنه لأنه لا يتعدى إلى مفعول يقال أكبرت المراة إذا حاضت وحقيقته دخلت فى الكبر لأنها بالحيض تخرج من حد الصغر وكأن ابا الطيب اخذ من هذا التفسير قوله... خف الله واستر ذا الجمال ببرقع... فإن لحت حاضت فى الخدور العواتق