يوسف ٨٥ - ٨٨
أولاده ولا يظهر ما يسوءهم فعيل بمعنى مفعول بدليل قوله إذ نادى وهو مكظوم من كظم السقاء إذا شده على ملئه قالوا تالله تفتئوا أي لا تفتأ فحذف حرف النفي لأنه لا يلتبس إذ لو كان إثباتا لم يكن بد من اللام والنون ومعنى لا تفتأ لا تزال تذكر يوسف حتى تكون حرضا مشفيا على الهلاك مرضا أو تكون من الهالكين قال إنما أشكوا بثى وحزنى إلى الله البث أصعب الهم الذي لا يصبر عليه صاحبه فيبثه إلى الناس أي ينشره اي لا اشكو إلى أحد منكم ومن غيركم إنما اشكوا إلى ربي داعيا له وملتجئا إليه فخلونى وشكاتي وروى أنه أوحى إلى يعقوب إنما وجدت عليكم لأنكم ذبحتم شاة فوقفت بباكم مسكين فلم تطعموه وإن أحب خلقى إلى الأنبياء ثم المساكين فاصنع طعاما وادع عليه المساكين وقيل اشترى جارية مع ولدها فباع ولدها فبكت حتى عميت وأعلم من الله ما لا تعلمون وأعلم من رحمته أنه يأيتني بالفرج من حيث لا احتسب وروى انه رأى ملك الموت في منامه فسأله هل قبضت روح يوسف فقال لا والله هو حى فاطلبه وعلمه هذا الدعاء ياذا المعروف الدائم الذي لا ينقطع معروفه أبدا ولا يحصيه غيرك فرج عنى يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه فتعرفوا منهما وتطلبوا خبرهما وهو تفعل من الإحساس وهو المعرفة ولا تيأسوا من روح الله ولا تقنطوا من رحمة الله وفرجه انه إن الأمر والشأن لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون لأن من آمن يعلم أنه متقلب في رحمة الله ونعمته وأما الكافر فلا يعرف رحمة الله ولا تقلبه في نعمته فييأس من رحمته فخرجوا من عند أبيهم راجعين إلى مصر فلما دخلوا عليه على يوسف قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر الهزال من الشدة والجوع وجئنا ببضاعة مزجاة مدفوعة يدفعها كل تاجر رغبة عنها واحتقارا لها من أزجيته إذا دفعته وطردته قيل كانت دراهم زيوفا لا تؤخذ إلا بوضيعة وقيل كانت صوفا وسمنا فأوف لنا الكيل الذي هو حقنا وتصدق علينا وتفضل علينا بالمسامحة والإغماض عن رداءة البضاعة أو زدنا على حقنا أو هب لنا أخانا إن الله يجزى المتصدقين


الصفحة التالية
Icon