يوسف ١٠٩ - ١١١
كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة أي ولدار الساعة الآخرة خير للذين اتقوا الشرك وآمنوا به أفلا تعقلون وبالياء مكى وابو عمرو وحمزة وعلى حتى اذا استيأس الرسل يئسوا من إيمان القوم وظنوا انهم قد كذبوا وأيقن الرسل أن قومهم كذبوهم وبالتخفيف كوفي أي وظن المرسل اليهم أن الرسل قد كذبوا أي أخلفوا أو وظن المرسل إليهم أنهم كذبوا من جهة الرسل أي كذبتهم الرسل في انهم ينصرون عليهم ولم يصدقوهم فيه جاءهم نصرنا للأنبياء والمؤمنين بهم فجأة من غير احتساب فنجى بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء شامى وعاصم على لفظ الماضي المبنى للمفعول والقائم مقام الفاعل من الباقون فنجى بنونين ثانيتهما ساكنة مخفاة للجيم بعدها واسكان الياء من نشاء اي النبي ومن آمن به ولا يرد بأسنا عذابنا عن القوم المجرمين الكافرين لقد كان في قصصهم اي في قصص الأنبياء وأممهم أو في قصة يوسف وأخوته عبرة لأولى الألباب حيث نقل من غاية الحب الى غيابة الجب ومن الحصير الى السرير فصارت عاقبة الصبر سلامة وكرامة ونهاية المكر وخامة وندامة ما كان حديثا يفترى ما كان القرآن حديثا مفترى كما زعم الكفار ولكن تصديق الذي بين يديه ولكن تصديق الكتب التي تقدمته وتفصيل كل شيء يحتاج إليه في الدين لأنه القانون الذي تستند إليه السنة والاجماع والقياس وهدى من الضلال ورحمة من العذاب لقوم يؤمنون بالله وانبيائه وما نصب بعد لكن معطوف على خبر كان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم علموا ارقاءكم سورة يوسف فايما عبد تلاها وعلمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلما قال الشيخ أبو منصور رحمه الله في ذكر قصة يوسف عليه السلام واخوته تصبير لرسول الله صلى الله عليه و سلم على أذى قريش كانه يقول ان اخوة يوسف مع موافقتهم إياه في الدين ومع الأخوة عملوا بيوسف ما عملوا من الكيد والمكر وصبر على ذلك فأنت مع مخالفتهم إياك في الدين أحرى أن تصبر على أذاهم وقال وهب إن الله تعالى لم ينزل كتابا إلا وفيه سورة يوسف عليه السلام تامة كما هي في القرآن العظيم والله أعلم


الصفحة التالية
Icon