الرعد ١١ - ١٣
بعضهم يعقب بعضا أو لأنهم يعقبون ما يتكلم به فيكتبونه من بين يديه ومن خلفه أي قدامه ووراءه يحفظونه من امر الله هما صفتان جميعا وليس من أمر الله بصلة للحفظ كأنه قيل له معقبات من أمر الله أو يحفظونه من أجل أمر الله أي من أجل أن الله تعالى أمرهم بحفظه أو يحفظونه من بأس الله ونقمته اذا أذنب بدعائهم له ان الله لا يغير ما بقوم من العافية والنعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم من الحال الجميلة بكثرة المعاصي واذا أراد الله بقوم سوءا عذابا فلا مرد له فلا يدفعه شيء وما لهم من دونه من وال من دون الله ممن يلى أمرهم ويدفع عنهم هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا انتصبا على الحال من البرق كأنه في نفسة خوف وطمع أو على ذا خوف وذا طمع أو من المخاطبين أي خائفين وطامعين والمعنى يخاف من وقوع الصواعق عند لمع البرق ويطمع في الغيث قال أبو الطيب... فتى كالسحاب الجون يخشي ويرتجى... يرجى الحيا منه وتخشى الصواعق...
أو يخاف المطر من له فيه ضرر كالمسافر ومن له بيت يكف ومن البلاد ما لا ينتفع أهله بالمطر كأهل مصر ويطمع فيه من له نفع فيه وينشى السحاب هو اسم جنس والواحدة سحابه الثقال بالماء وهو جمع ثقيلة تقول سحابة ثقيلة وسحاب ثقال ويسبح الرعد بحمده قيل يسبح سامعوا الرعد من العباد الراجين للمطر أي يصيحون بسبحان الله والحمد لله وعن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الرعد ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب والصوت الذي يسمع زجره السحاب حتى ينتهى إلى حيث أمر والملائكة من خيفته ويسبح الملائكة من هيبته وإجلاله ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء الصاعقة نار تسقط من السماء لما ذكر علمه النافذ في كل شيء واستواء الظاهر والخفى عنده وما دل على قدرته الباهرة ووحدانيته قال وهم يجادلون في الله يعنى الذين كذبوا رسول الله صلى اله عليه وسلم يجادلون في الله حيث ينكرون على رسوله ما يصفه به من القدرة على البعث وإعادة الخلائق بقولهم من يحيى العظام وهي رميم ويردون الواحدنية باتخاذ الشركاء ويجعلونه بعض الأجسام بقولها الملائكة بنات الله أو الواو للحال أي فيصيب بها من يشاء في حال جدالهم وذلك ان أريد أخا لبيد بن ربيعة العامرى قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم حين وفد عليه مع عامر بن الطفيل قاصدين قتله فرمى الله عامرا بغدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية