الرعد ٢٣ - ٢٧
التي أرادها الله ان تكون عاقبة الدنيا ومرجع اهلها جنات عدن بدل من عقبى الدار يدخلونها ومن صلح أي آمن من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم وقرىء صلح والفتح أفصح ومن في محل الرفع بالعطف على الضمير في يدخلونها وساغ ذلك وان لم يؤكد لأن الضمير المفعول صار فاصلا واجاز الزجاج أن يكون مفعولا معه ووصفهم بالصلاح ليعلم أن الأنساب لا تنفع بنفسها والمراد أبو كل واحد منهم فكانه قيل آبائهم وأمهاتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب في قدر كل يوم وليلة ثلاث مرات بالهدايا وبشارات الرضا سلام عليكم في موضع الحال إذ المعنى قائلين سلام عليكم أو مسلمين بما صبرتم متعلق بمحذوف تقديره هذا بما صبرتم اي هذا الثواب بسبب صبركم عن الشهوات أو على أمر الله أو بسلام أي نسلم عليكم ونكرمكم بصبركم والأول أوجه فنعم عقبى الدار الجنات والذين ينقضون عهد الله بعد ميثاقه من بعد ما أوثقوه به من الاعتراف والقبول ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض بالكفر والظلم أولئك لهم اللعنة الابعاد من الرحمة ولهم سوء الدار يحتمل أن يراد سوء عاقبة الدنيا لأنه في مقابلة عقبى الدار وان يراد بالدار جهنم وبسوئها عذابها الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر اي و يضيق لمن يشاء والمعنى الله وحده هو يبسط الرزق ويقدر دون غيره وفرحوا بالحياة الدنيا بما بسط لهم من الدنيا فرح بطر واشر لا فرح سرور بفضل الله وانعامه عليهم ولم يقابلوه بالشكر حتى يؤجروا بنعيم الآخرة وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع وخفى عليهم أن نعيم الدنيا في جنب نعيم الآخرة ليس الا شيئا نزرا يتمتع به كعجلة الراكب وهو ما يتعجله من تميرات أو شربة سويق ويقول الذين كفروا لو لا أنزل عليه آية من ربه أي الآية المقترحة قل إن الله يضل من يشاء باقتراح الآيات بعد ظهور المعجزات ويهدى إليه من اناب ويرشد إلى دينه من رجع إليه بقلبه


الصفحة التالية
Icon