الرعد ٣٨ - ٤٢
فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم من شدة الثبات بمكان كانوا يعيبونه بالزواج والولادة ويقترحون عليه الآيات وينكرون النسخ فنزل ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية نساء وأولاد وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا باذن الله أي ليس في وسعه اتيان الآيات على ما يقترحه قومه وإنما ذلك الى الله لكل أجل كتاب لكل وقت حكم يكتب على العباد أي يفرض عليهم على ما تقتضيه حكمته يمحوا الله ما يشاء ينسخ ما يشاء نسخه ويثبت بدله ما يشاء أو يتركه غير منسوخ أو يمحو من ديوان الحفظة ما يشاء ويثبت غيره أو يمحو كفر التائبين ويثبت إيمانهم أو يميت من حان أجله وعكسه ويثبت مدنى وشامي وحمزة وعلى وعنده أم الكتاب أي أصل كل كتاب وهو اللوح المحفوظ لأن كل كائن مكتوب فيه وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك وكيفما دارت الحال أريناك مصارعهم وما وعدناهم من انزال العذاب عليهم أو توفيناك قبل ذلك فانما عليك البلاغ فما يجب عليك إلا تبليغ الرسالة فحسب وعلينا الحساب وعلينا حسابهم وجزاؤهم على اعمالهم لا عليك فلا يهمنك اعراضهم ولا تستعجل بعذابهم أو لم يروا أنا نأتي الأرض ارض الكفرة ننقصها من اطرافها بما نفتح على المسلمين من بلادهم فننقص دار الحرب ونزيد في دار الاسلام وذلك من آيات النصرة والغلبة والمعنى عليك البلاغ الذي حملته ولا تهتم بما وراء ذلك فنحن نكفيكه ونتم ما وعدناك من النصرة والظفر والله يحكم لا معقب لحكمه لا راد لحكمه والمعقب الذي يكر على الشيء فيبطله وحقيقته الذي يعقبه أي يقفيه بالرد والابطال ومنه قيل لصاحب الحق معقب لأنه يقفي غريمه بالاقتضاء والطلب والمعنى أنه حكم للاسلام بالغلبة والاقبال وعلى الكفر بالادبار والانتكاس ومحل لا معقب لحكمه النصب على الحال كانه قيل والله يحكم نافذا حكمه كما تقول جاءنى زيد لا عمامة على رأسه ولا قلنسوة له تريد حاسرا وهو سريع الحساب فعما قليل يحاسبهم في الآخرة بعد عذاب الدنيا وقد مكر الذين من قبلهم اي كفار الأمم الخالية بأنبيائهم والمكر إرادة المكروه في خفية ثم جعل مكرهم كلا مكر بالاضافة الى مكره