إبراهيم ٩ - ١١
يعلمهم إلا الله اعتراض والمعنى أنهم من الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما بين عدنان وإسماعيل ثلاثون ابا لا يعرفون وروى انه عليه السلام قال عند نزول هذه الآية كذب النسابون جاءتهم رسلهم بالبينات بالمعجزات فردوا أيديهم في أفواههم الضميران يعودان الى الكفرة أي أخذوا أناملهم بأسنانهم تعجبا أو عضوا عليها تغيظا أو الثانى يعود الى الأنبياء أي رد القوم أيديهم في أفواه الرسل كيلا يتكلموا بما أرسلوا به وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه من الايمان بالله والتوحيد مريب موقع في الريبة قالت رسلهم أفي الله شك أدخلت همزة الإنكار على الظرف لأن الكلام ليس في الشك إنما هو في المشكوك فيه وأنه لا يحتمل الشك لظهور الأدلة وهو جواب قولهم وإنا لفي شك فاطر السموات والأرض يدعوكم إلى الإيمان ليغفر لكم من ذنوبكم إذا آمنتم ولم تجىء مع من إلا في خطاب الكافرين كقوله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم وقال في خطاب المؤمنين هل أدلكم على تجارة إلى أن قال يغفر لكم ذنوبكم وغير ذلك مما يعرف بالاستقرار وكان ذلك للتفرقة بين الخطابين ولئلا يسوى بين الفريقين في الميعاد ويؤخركم إلى أجل مسمى إلى وقت قد سماه وبين مقداره قالوا أي القوم أن انتم ما أنتم إلا بشر مثلنا لا فضل بيننا وبينكم ولا فضل لكم علينا فلم تخصون بالنبوة دوننا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا والأصنام فأتونا بسلطان مبين بحجة بينة وقد جاءتهم رسلهم بالبينات وإنما أرادوا بالسلطان المبين آية قد اقترحوها تعنتا ولجاجا قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم تسليم لقولهم إنهم بشر مثلهم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده بالايمان والنبوة كما من علينا وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله جواب لقولهم فأتونا بسلطان مبين والمعنى أن الاتيان بالآية التي قد قد اقترحتموها لبس إلينا ولا في استطاعتنا وإنما هو أمر يتعلق بمشيئة الله تعالى وعلى الله فليتوكل المؤمنين أمر منهم للمؤمنين كافة