إبراهيم ١٧ - ٢١
يسيغه ولا يقارب أن يسيغه فكيف تكون الاساغة كقوله لم يكد يراها أي لم يقرب من رؤيتها فكيف يراها ويأتيه الموت من كل مكان اي اسباب الموت من كل جهة أو من كل مكان من جسده وهذا لفظيع لما يصيبه من الآلام أي لو كان ثمة موت لكان كل واحد منها مهلكا وما هو بميت لأنه لو مات لاستراح ومن ورائه ومن بين يديه عذاب غليظ أي في كل وقت يستقبله يتلقى عذابا أشد مما قبله وأغلظ وعن الفضيل هو قطع الانفاس وحبسها في الاجساد مثل الذين مبتدأ محذوف الخبر اي فيما يتلى عليكم مثل الذين كفروا بربهم والمثل مستعار للصفة التي فيها غرابة وقوله أعمالهم كرماد جملة مستأنفة على تقدير سؤال سائل يقول كيف مثلهم فقيل أعمالهم كرماد اشتدت به الريح الرياح مدنى في يوم عاصف جعل العصف لليوم وهو لما فيه وهو الريح كقولك يوم ماطر وأعمال الكفرة المكارم التي كانت لهم من صله الأرحام وعتق الرقاب وفداء الأسرى وعقر الإبل للاضياف وغير ذلك شبهها في حبوطها لبنائها على غير أساس وهو الايمان بالله تعالى برماد طيرته الريح العاصف لايقدرون يوم القيامة مما كسبوا من أعمالهم على شيء أي لا يرون له أثرا من ثواب كما لا يقدر من الرماد المطير في الريح على شيء ذلك هو الضلال البعيد إشارة إلى بعد ضلالهم عن طريق الحق أو الثواب الم تر ألم تعلم الخطاب لكل أحد أن الله خلق السموات والأرض خالق مضافا حمزة وعلى بالحق بالحكمة والأمر العظيم ولم يخلقها عبثا إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد اي هو قارد على أن يعدم الناس ويخلق مكانهم خلقا آخر على شكلهم أو على خلاف شكلهم اعلاما بأنه قادر على إعدام الموجود وإيجاد المعدوم وما ذلك على الله بعزيز بمعذر وبرزوا لله جميعا ويبرزون يوم القيامة وإنما جىء به بلفظ الماضي لأن ما أخبر به عز و جل لصدقه كأنه قد كان ووجد ونحوه ونادى أصحاب الجنة ونادى أصحاب النار وغير ذلك ومعنى بروزهم لله والله تعالى لا يتوارى عنه شيء حتى يبرز له أنهم كانوا يستترون من العيون عند ارتكاب الفواحش ويظنون أن ذلك خاف على الله فإذا كان يوم القيامة انكشفوا الله عند أنفسهم وعلموا أن الله لا تخفى عليه خافية أو خرجوا من قبورهم فبرزوا لحساب الله وحكمه فقال الضعفواء في الرأى وهم السفلة والا تباع وكتب


الصفحة التالية
Icon