إبراهيم ٤٥ - ٤٨
كيف بقوله فعلنا بهم أي أهلكناهم وانتقمنا منهم وضربنا لكم الامثال أي صفات ما فعلوا وما فعل بهم وهي في الغرابة كالأمثال المضروبة لكل ظالم وقد مكروا مكرهم أي مكرهم العظيم الذي استفرغوا فيه جهدهم وهو ما فعلوه من تأييد الكفر وبطلان الإسلام وعند الله مكرهم وهو مضاف الى الفاعل كالأول والمعنى ومكتوب عند الله مكرهم فهو مجازيهم عليه بمكر هو أعظم منه أو الى المفعول أي وعند الله مكرهم الذي يمكرهم به وهو عذابهم الذي يأتيهم من حيث لا يشعرون وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال بكسر اللام الأولى ونصب الثانية والتقدير وان وقع مكرهم لزوال أمر النبي صلى الله عليه و سلم فعبر عن النبي عليه السلام بالجبال لعظم شأنه وكان تامة أو ان نافية واللام مؤكدة لها كقوله وما كان الله ليعذبهم والمعنى ومحال أن تزول الجبال بمكرهم على ان الجبال بمكرهم على ان الجبال مثل لآيات الله وشرائعه لأنها بمنزلة الجبال الراسية ثباتا وتمكنا دليله قراءة ابن مسعود وما كان مكرهم وبفتح اللام الأولى ورفع الثانية على أي وان كان مكرهم الشدة بحيث تزول منه الجبال وتنقطع عن أماكنها فان مخففة من ان واللام مؤكدة فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله يعنى قوله انا لننصر رسلنا كتب الله لاغلبن أنا ورسلى مخلف مفعول ثان لتحسبن وأضاف مخلف الى وعده وهو المفعول الثانى له والأول رسله والتقدير مخلف رسله وعده وإنما قدم المفعول الثانى على الأول ليعلم انه لا يخاف الوعد اصلا كقوله ان الله لا يخلف الميعاد ثم قال رسله ليوذن انه إذا لم يخلف وعده احدا فكيف يخلفه رسله الذين هم خيرته وصفوته إن الله عزيز غالب لا يماكر ذو انتقام لأوليائه من أعدائه وانتصاب يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات على الظرف للانتقام أو على اضمار اذكر والمعنى يوم تبدل هذه الارض التي تعرفونها أرضا أخرى غير هذه المعروفة وتبدل السموات غير السموات وإنما حذف لدلالة ما قبله عليه والتبديل التغيير وقد يكون في الذوات كقولك بدلت الدراهم دنانير وفي الاوصاف كقولك بدلت الحلقة خاتما إذا أذبتها وسويتها خاتما فنقلتها من شكل الى شكل واختلف واحتلف في تبديل الأرض والسموات فقيل تبدل أوصافها وتسير عن الارض جبالها وتفجر بحارها وتسوى فلا ترى فيها عوجا ولا أمتا وعن ابن عباس رضي الله عنهما هي تلك الأرض وإنما تغير وتبدل السماء بانتثار كواكبها وكسوف شمسها وخسوف قمرها وانشقاقها وكونها أبوابا وقيل تخلق بدلها ارض وسموات أخر وعن ابن مسعود رضي الله عنه يحشر الناس على أرض بيضاء لم يخطىء عليها أحد خطيئة وعن على رضي الله عنه تبدل أرضا من فضة وسموات من ذهب وبرزوا وخرجوا من قبورهم لله الواحد القهار هو كقوله لمن الملك اليوم لله الواحد القهار لأن حب لما ذا الون كك إلا يغا لغلا المب فلا مستغاث لأحد الى غيره كان الأمر في غاية الشدة