الحجر ٩١ - ٩٩
الآخر سورة آل عمران لى أو أريد بالقرآن ما يقرءونه من كتبهم وقد اقتسموه فاليهود اقرت ببعض التوارة وكذبت ببعض والنصارى أقرت ببعض الانجيل وكذبت ببعض ويجوز أن يكون الذين جعلوا القرآن عضين منصوبا بالنذير أي أنذر المعضين الذين يجزءون القرآن إلى سحر وشعر وأساطير مثل ما انزلنا على المقتسمين وهم الاثنا عشر الذين اقتسموا مداخل مكة أيام الموسم فقعدوا في كل مدخل متفرقين لينفروا الناس عن الإيمان برسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بعضهم لا تغتروا بالخارج منا فانه ساحر ويقول الآخر كذاب والآخر شاعر فأهلكهم الله ولا تمدن عينيك على الوجه الآول اعترض بينهما لأنه لما كان ذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم عن تكذيبهم وعداوتهم اعترض بما هو مدار لمعنى التسلية من النهى عن الالتفات إلى دنياهم والتأسف على كفرهم ومن الأمر بأن يقبل بكليته عن المؤمنين فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون أقسم بذاته وربوبيته ليسألن يوم القيامة واحدا واحدا من هؤلاء المقتسمين عما قالوه في رسول الله صلى الله عليه و سلم أو في القرآن أو في كتب الله فاصدع بما تؤمر فاجهر به وأظهره يقال صدع بالحجة إذا تكلم بها جهارا من الصديع وهو الفجر أو فأصدع فافرق بين الحق والباطل من الصدع في الزجاجة وهو الإبانة بما تؤمر والمعنى بما تؤمر به من الشرائع فحذف الجار كقوله... أمرتك الخير فافعل ما أمرت به...
وأعرض عن المشركين هو أمر استهانة بهم انا كفيناك المستهزئين الجمهور على أنها نزلت في خمسة نفر كانوا يبالغون في إيذاء رسول الله صلى الله عليه و سلم والاستهزاء به فاهلكهم الله وهم الوليد بن المغيرة مر بنبال فتعلق بثوبه سهم فأصاب عرقا في عقبه فقطعه فمات والعاص بن وائل دخل في أخمصه شوكة فانتفخت رجله فمات الأسود بن عبد المطلب عمى والأسود بن عبد يغوث جعل ينطح رأسه بالشجرة ويضرب وجهه بالشوك حتى مات والحرث بن قيس امتخط قيحا ومات الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون عاقبة أمرهم يوم القيامة ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فيك أو في القرآن في الله فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين فافزع فيما نابك إلى الله والفزع إلى الله هو الذكر الدائم وكثرة السجود يكفك ويكشف عنك الغم واعبد ربك ودم على عبادة ربك حتى يأتيك اليقين أي الموت يعنى ما دمت حيا فاشتغل بالعبادة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة