النحل ٦٣ - ٦٦
نافع مفرطون أبو جعفر فالمفتوح بمعنى مقدمون إلى النار معجلون إليها من أفرطت فلانا فرطته في طلب الماء إذا قدمته أو منسيون متروكون من أفرطت فلانا خلفى إذا خلفته ونسيته والمكسور المخفف من الافراط في المعاصى والمشدد من التفريط في الطاعات أي التقصير فيها تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك أي أرسلنا رسلا إلى من تقدمك من الأمم فزين لهم الشيطان أعمالهم من الكفر والتكذيب بالرسل فهو وليهم اليوم أي قرينهم في الدنيا تولى اضلالهم بالغرور أو الضمير لمشركى قريش أي زين للكفار قبلهم أعمالهم فهو ولى هؤلاء لأنهم منهم أو هو على حذف المضاف أي فهو ولى أمثالهم اليوم ولهم عذاب أليم في القيامة وما أنزلنا عليك الكتاب القرآن إلا لتبين لهم للناس الذي اختلفوا فيه هو البعث لأنه كان فيهم من يؤمن به وهدى وحمة معطوفان على محل لتبين إلا أنهما انتصبا على أنهما مفعول لهما لأنهما فعلا الذي أنزل الكتاب ودخلت اللام على لتبين لأنه فعل المخاطب لا فعل المنزل لقوم يؤمنون والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ان في ذلك لآية لقوم يسمعون سماع إنصاف وتدبر لأن من لم يسمع بقلبه فكأنه لا يسمع وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه وبفتح النون نافع وشامى وأبو بكر قال الزجاج سقيته واسقيته بمعنى واحد ذكر سيبويه الأنعام في الأسماء المفردة الواردة على أفعال ولذا رجع الضمير إليه مفردا وأما في بطونها في سورة المؤمنين فلان معناه الجمع وهو استئناف كأنه قيل كيف العبرة فقال تسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا أي يخلق الله اللبن وسيطا بين الفرث والدم يكتفانه وبينه وبينهما برزخ لا يبغى أحدهما عليه بلون ولا طعم ولا رائحة بل هو خالص من ذلك كله قيل إذا أكلت البهيمة العلف فاستقر في كرشها وطبخته فكان أسفله فرثا وأوسطه لبنا وأعلاه دما والكبد مسلطة على هذه الأصناف الثلاثة تقسمها فتجرى الدم في العروق واللبن في الضروع ويبقى الفرث في الكرش ثم ينحدر وفي ذلك عبرة لمن اعتبر وسئل شقيق عن الاخلاص فقال تميز العمل من العيوب كتميز اللبن من بين فرث ودم سائغا للشاربين سهل المرور في الحلق ويقال لم يغص أحد باللبن قط ومن الأولى للتبعيض لأن اللبن بعض ما في بطونها والثانية لابتداء الغاية ويتعلق


الصفحة التالية
Icon