النحل ٧٦ - ٧٩
يفهم وهو كل على مولاه أي ثقل وعيال على من يلى امره ويعوله أينما يوجهه لا يأت بخير حيثما يرسله ويصرفه في مطلب حاجة أو كفاية مهم لم ينفع ولم يأت بنجح هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل أي ومن هو سليم الحواس نفاع ذو كفايات مع رشد وديانة فهو يأمر الناس بالعدل والخير وهو في نفسه على صراط مستقيم على سيرة صالحة ودين قويم وهذا مثل ثان ضربه لنفسه ولما يفيض على عباده من آثار رحمته ونعمته وللأصنام التي هي أموات لا تضر ولا تنفع ولله غيب السموات والارض أي يختص به علم ما غاب فيهما عن العباد وخفى عليهم علمه أو اراد بغيب السموات والارض يوم القيامة على ان علمه غائب عن اهل السموات والارض لم يطلع عليه احد منهم وما أمر الساعة في قرب كونها وسرعة قيامها الا كلمح البصر كرجع طرف وانما ضرب به المثل لأنه لا يعرف زمان أقل منه أو هو أي الامر اقرب وليس هذا لشك المخاطب ولكن المعنى كونوا في كونها على هذا الاعتبار وقيل بل هو اقرب إن الله على كل شيء قدير فهو يقدر على ان يقيم الساعة ويبعث الخلق لأنه بعض المقدورات ثم دل على قدرته بما بعده فقال والله أخرجكم من بطون أمهاتكم وبكسر الألف وفتح الميم على اتباعا لكسرة النون وبكسرهما حمزة والهاء مزيدة في امهات للتوكيد كما زيدت في أراف فقيل أهراق وشذت زيادتها في الواحدة لا تعلمون شيئا حال أي غير عالمين شيئا من حق المنعم الذي خلقكم في البطون وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة لعلكم تشكرون أي وما ركب فيكم هذه الاشياء إلا آلات لإزالة الجهل الذي ولدتم عليه واجتلاب العلم والعمل به من شكر المنعم وعبادته والقيام بحقوقه والأفئدة في فؤاد كالأغربة في غراب وهو من جموع القلة التي جرت مجرى جموع الكثرة لعدم السماع في غيرها ألم يروا وبالتاء شامى وحمزة إلى الطير مسخرات مذللات للطيران بما خلق لها من الأجنحة والأسباب المواتية لذلك في جو السماء هو الهواء المتباعد من الارض في سمت العلو ما يمسكهن في قبضهن وبسطهن ووقوفهن إلا الله بقدرته وفيه نفى لما يصوره الوهم عن خاصية القوى الطبيعية إن في ذلك لآيات


الصفحة التالية
Icon