النحل ٩٢ - ٩٦
ثم تأمرهن فينقضن ما غزلن تتخذون أيمانكم حال كأنكاثا دخلا أحد مفعولى تتخذ أي ولا تنقضوا أيمانكم متخذيها دخلا بينكم أي مفسدة وخيانة أن تكون أمة بسبب أن تكون أمة يعنى جماعة قريش هي أربى من امة هي أزيد عددا وأوفر مالا من أمة من جماعة المؤمنين هي أربى مبتدأ و خبر في موضع الرفع صفة لأمة وأمة فاعل تكون وهي تامة وهي ليست بفصل لوقوعها بين نكرتين إنما يبلوكم الله به الضمير للمصدر اي إنما يختبركم بكونهم أربى لينظر أتتمسكون بحبل الوفاء بعهد الله وما وكدتم من إيمان البيعة لرسول الله صلى الله عليه و سلم أم تغترون بكثرة قريش وثروتهم وقلة المؤمنين وفقرهم وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون إذا جازاكم على أعمالكم بالثواب والعقاب وفيه تحذير عن مخالفة ملة الاسلام ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة حنيفة مسلمة ولكن يضل من يشاء من علم منه اختيار الضلالة ويهدى من يشاء من علم منه اختيار الهداية ولتسئلن عما كنتم تعملون يوم القيامة فتجزون به ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم كرر النهى عن اتخاذ الايمان دخلا بينهم تأكيدا عليهم واظهار العظمة فتزل قدم بعد ثبوتها فتزل أقدامكم عن محجة الإسلام بعد ثبوتها عليها وإنما وحدت القدم ونكرت الاستعظام أن تزل قدم واحدة عن طريق الحق بعد أن تثبت عليه فكيف بأقدام كثيرة وتذوقوا السوء في الدنيا بما صددتم بصدودكم عن سبيل الله وخروجكم عن الدين أو بصدكم غيركم لأنهم لو نقضوا ايمان البيعة وارتدوا لا تخذوا نقضها سنة لغيرهم يستنون بها ولكم عذاب عظيم في الآخرة ولا تشتروا ولا تستبدلوا بعهد الله وبيعة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثمنا قليلا عرضا من الدنيا يسيرا كان قوما ممن أسلم بمكة زين لهم الشيطان لجزعهم مما رأوا من غلبة قريش واستضعافهم المسلمين ولما كانوا يعدونهم ان رجعوا من المواعيد أن ينقضوا ما بايعوا عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فثبتهم الله إنما عند الله من ثواب الآخرة هو خير لكم ان كنتم تعلمون ما عندكم من