النحل ١٠١ - ١٠٥
مكى وأبو عمرو قالوا إنما انت مفتر هو جواب إذا وقوله والله أعلم بما ينزل اعتراض كانوا يقولون ان محمدا يسخر بأصحابه يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدا فيأتيهم بما هو أهون ولقد افتروا فقد كان ينسخ الاشق بالأهون والأهون بالاشق بل أكثرهم لا يعلمون الحكمة في ذلك قل نزله روح القدس أي جبريل عليه السلام أضيف إلى الى القدس وهو الطهر كما يقال حاتم الجود والمراد الروح والمقدس وخاتم الجواد و المقدس المطهر من المآثم من ربك من عنده امره بالحق حال اي نزله ملتبسا بالحكمة ليثبت الذين آمنوا ليبلوهم بالنسخ حتى إذا قالوا فيه هو الحق من ربنا والحكمة لأنه حكيم لا يفعل إلا ما هو حكمة وصواب حكم لهم بثبات القدم وصحة اليقين وطمأنينة القلوب وهدى وبشرى مفعول لهما معطوفان على محل ليثبت والتقدير تثبيتا لهم وارشادا وبشارة للمسلمين وفيه تعريض بحصول اضداد هذه الخصال لغيرهم ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر أراودا به غلاما كان لحو يطب قد أسلم وحسن اسلامه اسمه عائش أو يعيش وكان صاحب كتب أو هو جبر غلام رومى لعامر بن الحضرمى أو عبدان جبر ويسار كانا يقرآن التوراة والانجيل فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسمع ما يقرآن أو سلمان الفارسي لسان الذي يلحدون إليه وبفتح الياء والحاء حمزة وعلى أعجمى وهذا لسان عربي مبين أي لسان الرجل الذي يميلون قولهم عن الاستقامة إليه لسان أعجمى غير بين وهذا القرآن لسان عربي مبين ذو بيان وفصاحة ردا لقولهم وإبطالا لطعنهم وهذه الجملة اعنى لسان الذي يلحدون إليه أعجمى لا محل لها لأنها مستأنفة جواب لقولهم واللسان اللغة ويقال الحد القبر ولحده وهو وملحود وملحوذ إذا أمال حفره عن الاستقامة فحفر في شق منه ثم استعير لكل امالة عن الاستقامة فقالوا ألحد فلان في قوله وألحد في دينه ومنه الملحد لانه أمال مذهبه عن الاديان كلها إن الذين لا يؤمنون بآيات الله أي القرآن لايهديهم الله ما داموا مختارين الكفر ولهم عذاب أليم في الآخرة على كفرهم إنما يفترىالكذب على الله الذين لا يؤمنون بآيات الله أي إنما يليق افتراء الكذب بمن لا يؤمن لأنه