النحل ١١٣ - ١١٦
فقد شبه به لاشتماله على اللابس ما غشى الانسان والتبس به من بعض الحوادث وأما ايقاع الاذاقة على لباس الجوع والخوف فلانه لما وقع عبارة عما يغشى منهما ويلابس فكانه قيل فاذاقهم ما غشيهم من الجوع والخوف ولقد جاءهم رسول منهم أي محمد صلى الله عليه و سلم فكذبوه فاخذهم العذاب وهم ظالمون أي في حال التباسهم بالظلم قالوا انه القتل بالسيف يوم بدر روى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وجه إلى أهل مكة في سنى القحط بطعام ففرق فيهم فقال الله لهم بعد ان أذاقهم الجوع فكلوا مما رزقكم الله على يدى محمد صلى الله عليه و سلم حلالا طيبا بدلا عما كنتم تأكلونه حراما خبيثا من الاموال المأخوذة بالغارات والغصوب وخبائث الكسوب واشكروا نعمت الله ان كنتم اياه تعبدون تطيعون أو ان صح زعمكم أنكم تعبدون الله بعبادة الآلهة لانها شفعاؤكم عنده ثم عدد عليهم محرمات الله ونهاهم عن تحريمهم وتحليلهم باهوائهم فقال إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان الله غفور رحيم إنما للحصر أي المحرم هذا دون البحيرة وأخواتها وباقي الآية قد مر تفسيره ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هو منصوب بلا تقولوا أي ولا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم من البهائم بالحل والحرمة في قولكم ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا من غير استناد ذلك الوصف الى الوحى أو الى القياس المستنبط منه واللام مثلها في قولك لا تقولوا لما احل الله هو حرام وقوله هذا حلال وهذا حرام بدل من الكذب ولك أن تنصب الكذب بتصف وتجعل ما مصدرية وتعلق هذا حلال وهذا حرام بلا تقولوا أي ولا تقولوا هذا حلال وهذا حرام وهذا لوصف ألسنتكم الكذب أي ولا تحوموا ولا تحللوا لأجل قول تنطق به ألسنتكم ويجول في أفواهكم لا لأجل حجة وبينة ولكن قول ساذج ودعوى بلا برهان وقوله تصف ألسنتكم الكذب من فصيح الكلام جعل قولهم كانه عين الكذب فاذا نطقت به ألسنتهم فقد حلت الكذب بحليته وصورته بصورته كقولك وجهها يصف الجمال وعينها تصف السحر واللام في لتفتروا على الله الكذب من التعليل الذي لا يتضمن معنى الغرض أن الذين