الإسراء ١ - ٤
قال عليه السلام بينما انا في المسجد الحرام في ال عند البيت بين النائم واليقظان إذ أتانى جبريل بالبراق وقد عرج بى إلى السماء في تلك الليلة وكان العروج به من بيت المقدس وقد أخبر قريشا عن عيرهم وعدد جمالها وأحوالها وأخبرهم أيضا بما رأى في السماء من العجائب وأنه لقى الأنبياء عليهم السلام وبلغ البيت المعمور وسدرة المنتهى وكان الاسراء قبل الهجرة بسنة وكان في اليقظة وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت والله ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكن عرج بروحه وعن معاوية مثله وعلى الأول الجمهور إذ لا فضيلة للحالم ولا مزية للنائم إلى المسجد الأقصى هو بيت المقدس لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد الذي باركنا حوله يريد بركات الدين والدنيا لأنه متعبد الأنبياء عليهم السلام ومهبط الوحى وهو محفوف بالانهار الجارية والأشجار المثمرة لنريه أي محمدا عليه السلام من آياتنا الدالة على وحدانية الله وصدق نبوته وبرؤيته السموات وما فيها من الآيات انه هو السميع للاقوال البصير بالافعال ولقد تصرف الكلام على لفظ الغائب والمتكلم فقيل أسرى ثم باركنا ثم أنه هو وهي طريقة الالتفات التي هي من طريق البلاغة وآتينا موسى الكتاب وجعلناه أي الكتاب وهو التوارة هدى لبنى إسرائيل أن لا تتخذوا أي لا تتخذوا وبالياء أبو عمرو أي لئلا يتخذوا من دونى وكيلا ربا تكلون اليه أموركم ذرية من حملنا مع نوح نصب على الاختصاص أو على النداء فيمن قرأ لا تتخذوا بالياء على النهى أي قلنا لهم لا تتخذوا من دونى وكيلا يا ذرية من حملنا مع نوح انه ان نوحا عليه السلام كان عبدا شكورا في السراء والضراء والشكر مقابلة النعمة بالثناء على المنعم وروى انه كان لا يأكل ولا يشرب ولا يلبس الا قال الحمد لله وأنتم ذرية من آمن به وحمل معه فاجعلوه اسوتكم كما جعله آباؤكم اسوتهم وآية رشد الابناء صحة الاقتداء بسنة الآباء وقد عرفتم حال الآباء هنالك فكونوا أيها الابناء كذلك وقضينا إلى بنى إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض وأوحينا اليهم وحيا مقضيا أي مقطوعا مبتوتا بأنهم يفسدون في الأرض لا محالةوالكتاب التوارة ولتفسدن جواب قسم محذوف أو جرى القضاء المبتوت مجرى القسم فيكون لتفسدن جوابا له كانه قال وأقسمنا لتفسدن في الأرض مرتين اولاهما قتل زكرياء عليه السلام وحبس أرمياء عليه السلام حين أنذرهم سخط الله والأخرى قتل يحيى بن زكرياء عليهما السلام وقصد قتل عيسى عليه السلام ولتعلن علوا كبيرا ولتستكبرن عن طاعة الله من قوله أن فرعون علا في الأرض والمراد به البغى والظلم وغلبة