الإسراء ٢٢ - ٢٤
به أمته فتعقد مذموما مخذولا فتصير جامعا على نفسك الذم والخذلان وقيل مشتوما بالإهانة محروما عن الإعانة إذ الخذلان ضد النصر والعون دليله قوله تعالى إن ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده حيث ذكر الخذلان بمقابلة النصر وقضى ربك وأمر أمرا مقطوعا به ألا تعبدوا إلا إياه أن مفسرة ولا تعبدوا نهى أو بأن لا تعبدوا وبالوالدين إحسانا وأحسنوا بالوالدين إحسانا أو بأن تحسنوا بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر اما هي ان الشرطية زيدت عليها ما تأكيدا لها ولذا دخلت النون المؤكدة في الفعل ولو أفردت إن لم يصح دهولها لا تقول أن تكرمن زيدا يكرمك ولكن اما تكرمنه أحدهما فاعل يبلغن وهو في قراءة حمزة وعلى يبلغان بدل من ألف الضمير الراجع إلى الوالدين أو كلاهما عطف على أحدهما فاعلا وبدلا فلا تقل لهما أف مدنى وحفص أف مكى وشامى أف غيرهم وهو صوت يدل على تضجر فالكسر على اصل التقاء الساكنين والفتح للتخفيف والتنوين لإرادة التنكير أي أتضجر تضجرا وتركه لقصد التعريف أي أتضجر التضخير المعلوم ولا تنهزهما ولا تزجرهما عما يتعاطيانه مما لا يعجبك والنهى والنهر اخوان وقل لهما بدل التأفيف والنهر قولا كريما جميلا لينا كما يقتضيه حسن الأدب أو هو أن يقول يا أبتاه يا اماه ولا يدعوهما بأسمائهما فإنه من الجفاء ولا بأس به في غير وجهه كما قالت عائشة رضي الله عنها نحلنى أبو بكر كذا وفائدة عندك أنهما إذا صارا كلا على ولدهما ولا كافل لهما غيره فهما عنده في بيته وكنفه وذلك أشق عليه فهو مأمور بأن يستعمل معهما لين الخلق حتى لا يقول لهما إذا أضجره ما يستقذر منهما ألف فضلا عما يزيد عليه ولقد بالغ سبحانه في التوصية بهما حيث افتتحها بأن شفع الإحسان إليهما بتوحيده ثم ضيق الأمر في مراعاتهما حتى لم يرخص في أدنى كلمة تنفلت من المتضجر مع موجبات الضجر ومع أحوال لا يكاد يصبر الإنسان معها واخفض لهما جناح الذل اي اخفض لهما جناحك كما قال واخفض جناحك للمؤمنين فأضافه إلى الذل كما أضيف حاتم إلى الجود والمعنى واخفض لهما جناحك الذليل من الرحمة من فرط رحمتك لهما وعطفك عليهما لكبرهما وافتقارهما اليوم إلى من كان أفقر خلق الله اليهما بالأمس وقال الزجاج وألن جانبك متذللا لهما من مبالغتك في الرحمة لهما وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ولا تكتف برحمتك عليهما


الصفحة التالية
Icon