الإسراء ٤٧ - ٥٤
بدل من اذهم إن تتبعون إلا رجلا مسحورا سحر فجن انظر كيف ضربوا لك الأمثال مثلوك بالشاعر والساحر والمجنون فضلوا فلا يستطيعون سبيلا أي فضلوا في جميع ذلك ضلال من يطلب في التيه طريقا يسلكه فلا يقدر عليه فهو متحير في أمره لا يدرى ما يصنع وقالوا أي منكروا البعث أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا أي مجددا وخلقا حال أي مخلوقين قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم أي السموات والأرض فانها تكبر عندكم عن قبول الحياة فسيقولون من يعيدنا قل يعيدكم الذي فطركم أول مرة والمعنى انكم تستبعدون ان يجدد الله خلقكم ويرده الى حال الحياة بعدما كنتم عظاما يابسة مع أن العظام بعض أجزاء الحي بل هي عمود خلقه الذي يبنى عليه سائره فليس ببدع أن يردها الله بقدرته الى الحالة الأولى ولكن لو كنتم أبعد شيء من الحياة هو ان تكونوا حجارة أو حديدا لكان قادرا على أن يردكم الى حال الحياة فسينغضون إليك رءوسهم فسيحركونها نحوك تعجبا واستهزاء ويقولون متى هو أي البعث استعبادا له ونفيا قل عسى أن يكون قريبا أي هو قريب وعسى للوجوب يوم يدعوكم إلى المحاسبة وهو يوم القيامة فتستجبيبون بحمده أي تجبيبون حامدين والياء للحال عن سعيد بن جبير ينفضون التراب عن رءوسهم ويقولون سبحانك اللهم وبحمدك وتظنون إن لبثتم إلا قليلا أي لبثا قليلا أو زمانا قليلا في الدنيا أو في القبر وقل لعبادى وقل للمؤمنين يقولوا للمشركين الكلمة التي هي أحسن وألين ولا يخاشنوهم وهي أن يقولوا يهديكم الله إن الشيطان ينزغ بينهم يلقى بينهم الفساد وويغرى بعضهم على بعض ليوقع بينهم المشاقة والنزع ايقاع الشر وافساد ذات البين وقرأ طلحة ينزغ بالكسر وهم لغتان إن الشيطان كان للانسان عدوا مبينا ظاهر العداوة أو فسر التي هي أحسن بقوله ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم بالهداية


الصفحة التالية
Icon