الأنفال ٧٢ - ٧٤
فى الميراث وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة بالنصرة دون ذوى القرابات حتى نسخ ذلك بقوله وأولو الارحام بعضهم أولى ببعض وقيل أراد به النصرة والمعاونة والذين آمنوا ولم يهاجروا من مكة ما لكم من ولايتهم من توليهم فى الميراث ولا يتهم حمزة وقيل هما واحد من شيء حتى يهاجروا فكان لا يرث المؤمن الذى لم يهاجر ممن آمن وهاجر ولما أبقى للذين لم يهاجروا إسم الإيمان وكانت الهجرة فريضة فصاروا بتركها مرتكبين كبيرة دل أن صاحب الكبيرة لا يخرج من الإيمان وان استنصروكم أى من أسلم ولم يهاجر فى الدين فعليكم النصر أى إن وقع بينهم وبين الكفار قتال وطلبوا معونة فواجب عليكم أن تنصروهم على الكافرين إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق فإنه لا يجوز لكم نصرهم عليهم لأنهم لا يبتدئون بالقتال إذ الميثاق مانع من ذلك والله بما تعملون بصير تحذير عن تعدى حد الشرع والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ظاهره اثبات الموالاة بينهم ومعناه نهى المسلمين عن موالاة الكفار وموارثتهم وإيجاب مباعدتهم ومصارمتهم و أن كانوا أقارب وان يتركوا يتوارثون بعضهم بعضا ثم قال إلا تفعلوه أى إلا تفعلوا ما أمرتكم به من تواصل المسلمين وتولى بعضهم بعضا حتى فى التوارث تفضيلا لنسبة الإسلام على نسبة القرابة ولم تجعلوا قرابة الكفار كلا قرابة تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير تحصل فتنة فى الأرض ومفسدة عظيمة لأن المسلمين ما لم يصيروا يدا واحدة على الشرك كان الشرك ظاهرا والفساد زائدا والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لأنهم صدقوا إيمانهم وحققوه بتحصيل مقتضياته من هجرة الوطن ومفارقة الاهل والسكن والانسلاخ من المال والدنيا لأجل الدين والعقبى لهم مغفرة ورزق كريم لامنة فيه ولا تنغيص ولا تكرار لأن هذه الآية واردة للثناء عليهم مع الوعد الكريم والأولى للأمر بالتواصل والذين آمنوا من بعد يريد اللاحقين بعد السابقين إلى الهجرة وهاجروا وجاهدوا


الصفحة التالية
Icon