التوبة ٣٠ - ٣٤
أى قول لا يعضده برهان ولا يستند إلى بيان فما هو إلا لفظ يفوهون به فارغ عن معنى تحته كالألفاظ المهملة يضاهون قول الذين كفروا من قبل لابد فيه من حذف مضاف تقديره يضاهى قولهم ثم حذف المضاف وأقيم الضمير المضاف إليه مقامه فانقلب مرفوعا يعنى أن الذين كانوا فى عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من اليهود والنصارى يضاهى قولهم قول قدمائهم يعنى أنه كفر قديم فيهم غير مستحدث أو الضمير للنصارى أى يضاهى قولهم المسيح ابن الله قول اليهود عزير ابن الله لأنهم أقدم منهم يضاهئون عاصم و أصل المضاهاة المشابهة والأكثر ترك الهمز واشتقاقه من قولهم امرأة ضهياء وهى التى أشبهت الرجال بأنها لا تحيض كذا قاله الزجاج قاتلهم الله أى هم احقاء بان يقال لهم هذا أنى يؤفكون كيف يصرفون عن الحق بعد قيام البرهان اتخذوا أى أهل الكتاب أحبارهم علماءهم ورهبانهم نساكهم أربابا ألهة من دون الله حيث اطاعوهم فى تحليل ما حرم الله وتحريم ما احل الله كما يطاع الأرباب فى اوامرهم ونواهيهم والمسيح ابن مريم عطف على أحبارهم أى اتخذوه ربا حيث جعلوه ابن الله وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا يجوز الوقف عليه لأن ما بعده يصلح ابتداء ويصلح وصفا لواحد لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون تنزيه له عن الإشراك يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون مثل حالهم فى طلبهم أن يبطلوا نبوة محمد صلى الله عليه و سلم بالتكذيب يحال من يريد أن ينفخ فى نور عظيم منبث فى الآفاق يريد الله أن يزيده ويبلغه الغاية القصوى من الإشراق ليطفئه بنفخه أجرى ويأبى الله مجرى لا يريد الله ولذا وقع فى مقابلة يريدون و إلا لا يقال كرهت أو أبغضت إلا زيدا هو الذى أرسل رسوله محمدا عليه السلام بالهدى بالقرآن ودين الحق الإسلام ليظهره ليعليه على الدين كله على أهل الاديان كلهم أو ليظهر دين الحق على كل دين ولو كره المشركون يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس استعار


الصفحة التالية
Icon