التوبة ٦١ - ٦٥
ورحمه بالعطف على أذن ورحمه حمزة عطف على خير اي هو أذن خير وأذن رحمه لا يسمع غيرهم ولا يقبله للذين آمنوا منكم أى وهو رحمه للذين آمنوا منكم أى أظهروا الإيمان أيها المنافقون حيث يقبل إيمانكم الظاهر ولا يكشف أسراركم ولا يفعل بكم ما يفعل بالمشركين أو هو رحمة للمؤمنين حيث استنقذهم من الكفر إلى الإيمان ويشفع لهم فى الاخرة بايمانهم فى الدنيا والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم فى الدارين يحلفون بالله لكم ليرضوكم الخطاب للمسلمين وكان المنافقون يتكلمون بالمطاعن أو يتخلفون عن الجهاد ثم يأتونهم فيعتذرون اليهم ويؤكدون معاذيرهم بالحلف ليعذروهم ويرضوا عنهم فقيل لهم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين أى أن كنتم مؤمنين كما تزعمون فاحق من أرضيتم الله ورسوله بالطاعة والوفاق و إنما وحد الضمير لأنه لا تفاوت بين رضا الله ورضا رسول الله فكانا فى حكم شيء واحد كقولكم إحسان زيد وإجماله نعشنى أو والله احق أن يرضوه ورسوله كذلك ألم يعلموا أنه أن الامر والشأن من يحادد الله ورسوله يجاوز الحد بالخلاف وهى مفاعلة من الحد كالمشاقة من الشق فإن له على حذف الخبر أى فحق أن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزى العظيم يحذر المنافقون خبر بمعنى الأمر أى ليحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنزل بالتخفيف مكى وبصرى تنبئهم بما فى قلوبهم من الكفر والنفاق والضمائر للمنافقين لأن السورة إذا نزلت فى معناهم فهى نازلة عليهم دليله قل استهزءوا أو الأولان للمؤمنين والثالث للمنافقين وصح ذلك لأن المعنى يقود إليه قل استهزءوا أمر تهديد أن الله مخرج ما تحذرون مظهر ما كنتم تحذرونه أى تحذرون إظهاره من نفاقكم وكانوا يحذرون أن يفضحهم الله بالوحى فيهم وفى استهزائهم بالاسلام واهله حتى قال بعضهم وددت أنى قدمت فجلدت مائة و أنه لا ينزل فينا شيء يفضحنا ولئن سألتم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يسير فى غزوة تبوك وركب من المنافقين يسيرون بين يديه فقالوا أنظرونا إلى الرجل يريد أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات هيهات فاطلع الله نبيه على ذلك فقال احبسوا على الركب فأتاهم فقال قلتم كذا وكذا فقالوا يا نبى االله لا والله ماكنا