الحج ٢٨ - ٢٥
عذاب أليم وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بى شيئا
عذاب أليم فى الآخرة وخبران محذوف لدلالة جواب الشرط عليه تقديره ان الذين كفروا ويصدون عن المسجد الحرام نذيقهم من عذاب أليم وكل من ارتكب فيه ذنبا فهو كذلك وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت واذكر يا محمد حين جعلنا لابراهيم مكان البيت مباءة أى مرجعا يرجع اليه للعمارة والعبادة وقد رفع البيت إلى السماء أيام الطوفان وكان من ياقوتة حمراء فاعلم الله إبراهيم مكانه بريح أرسلها فكنست مكان البيت فبناه على أسه القديم أن هى المفسرة للقول المقدر أى قائلين له لا تشرك بى شيئا وطهر بيق من الاصنام والاقذار وبفتح الياء مدنى وحفص للطائفين لمن يطوف به والقائمين والمقيمين بمكة والركع السجود المصلين جمع راكع وساجد وأذن فى الناس بالحج ناد فيهم والحج هو القصد البليغ إلى مقصد منيع وروى أنه صعد أبا قبيس فقال يا أيها الناس حجوا بيت ربكم فأجاب من قدر له أن يحج من الاصلاب والارحام بلبيك اللهم لبيك وعن الحسن أنه خطاب لرسول الله صلى الله عليه و سلم أمر أن يفعل ذلك فى حجة الوداع والأول أظهر وجواب الأمر يأتوك رجالا مشاة وجمع راجل كقائم وقيام وعلى كل ضامر حال معطوفة على رجال كأنه قال رجالا وركبانا والضامر البعير المهزول وقدم الرجال على الركبان اظهارا لفضيلة المشاة كما ورد فى الحديث يأتين صفة لكل ضامر لأنه فى معنى الجمع وقرأ عبدالله يأتون صفة للرجال والركبان من كل فج طريق عميق بعيد قال محمد بن ياسين قال لى شيخ فى الطواف من أين أنت فقلت من خراسان قال كم بينكم وبين البيت قلت مسيرة شهرين أو ثلاثة قال فأنتم جيران البيت فقلت أنت من أين جئت قال من مسيرة خمس سنوات وخرجت وأنا شاب فأكتهلت قلت والله هذه الطاعة الجميلة والمحبة الصادقة فقال... زر من هويت وان شطت بك الدار... وحال من دونه حجب وأستار... لا يمنعنك بعد عن زيارته... ان المحب لمن يهواه زوار...
وللام فى ليشهدوا ليحضروا معلق بأذن أو بيأتوك منافع لهم نكرها لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية لا توجد فى غيرها من العبادة وهذا لأن العبادة شرعت للابتلاء بالنفس كالصلاة والصوم أو بالمال كالزكاة وقد اشتمل الحج عليهما مع ما فيه من تحمل الاثقال وركوب الأهوال وخلع الأسباب وقطيعة الأصحاب وهجر البلاد والأوطان وفرقة الأولاد والخلان والتنبيه على ما يستمر عليه إذا انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء فالحج