المؤمنون ١١٥ - ١٠٨
تكلمون إنه كان فريق من عبادى يقولون ربنا ءامنا
تكلمون فى رفع العذاب عنكم فإنه لا يرفع ولا يخفف قيل هو آخر كلام يتكلمون به ثم ولا كلام بعد ذلك إلا الشهيق والزفير أن يحضروني ارجعوني ولاتكلموني بالياء في الوصل والوقف يعقوب وغيره بلا ياء إنه إن الأمر والشأن كان فريق من عبادى يقولون ربنا آمنا فأغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فأتخذتموهم سخريا مفعول ثان وبالضم مدنى وحمزة وعلى وكلاهما مصدر سخر كالسخر إلا أن فى ياء النسبة مبالغة قيل هم الصحابة رضى الله عنهم وقيل أهل الصفة خاصة ومعناه اتخذتموهم هزؤا وتشاغلتم بهم ساخرين حتى أنسوكم بتشاغلكم بهم على تلك الصفة ذكرى فتركتموه أى كان التشاغل بهم سببا لنسيانكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون استهزاء بهم إنى جزيتهم اليوم بما صبروا بصبرهم أنهم أى لأنهم هم الفائزون ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا أى جزيتهم اليوم فوزهم لأن جزى يتعدى إلى اثنين وجزاهم بما صبروا جنة انهم حمزة وعلى على الإستئناف أى انهم هم الفائزون لا أنتم قال أى الله أو والمأمور بسؤالهم من الملائكة قل مكى وحمزة وعلى أمر لمالك أن يسألهم كم لبثتم فى الأرض فى الدنيا عدد السنين أى كم عدد سنين لبثتم فكم نصب بلبثتم وعدد تمييز قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم استقصروا مدة لبثهم فى الدنيا بالاضافى إلى خلودهم ولما هم فيه من عذابها لأن الممتحن يستطيل أيام محنته ويستقصر ما مر عليه من أيام الدعة فاسئل العادين أى الحساب أو الملائكة الذين يعدون أعمار العباد وأعمالهم فسل بلا همز مكى وعلى قال إن لبثتم إلا قليلا أى مالبثتم فى الدنيا وبخهم على غفلتهم التى كانوا عليها قل إن حمزة وعلى أفحسبتم أنما خلقنا كم عبثا حال أى عابثين أومفعول له أى للعبث وأنكم الينا لا ترجعون بفتح التاء وكسر الجيم حمزة وعلى يعقوب وهو معطوف على إنما خلقناكم أو على عبثا أى للعبث ولنترككم غير مرجوعين بل خلقناكم للتكليف ثم للرجوع من دار التكليف إلى دار الجزاء فثبب المحسن