النور ٤٣ - ٤٠
وقد غلبه عطش يوم القيامة فيحسبه ماء فيأتيه فلا يجد ما رجاه ويجد زبانية الله عنده يأخذونه فيعتلونه إلى جهنم فيسقونه الحميم والغساق وهم الذين قال الله فيهم عاملة ناصبة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قيل نزلت فى عتبة بن ربيعة بن أمية كان يترهب ملتمسا للدين فى الجاهلية فلما جاء الإسلام كفر أو كظلمات فى بحر أو هنا كأوفى أو كصيب لجى عميق كثير الماء منسوب إلى اللج وهو معظم ماء البحر يغشاه يغشى البحر أو من فيه أى يعلوه ويغطيه موج هوما ارتفع من الماء من فوقه موج أى من فوق الموج وظلمة السحاب على الموج إذا أخرج يده أى الواقع فيه لم يكد يراها مبالغة فى لم يرها أى لم يقرب أن يراها فضلا عن أن يراها شبه أعمالهم أولا فى فوات نفعها وحضور ضررها بسراب لم يجده من خدعه من بعيد شيئا ولم يكفه خيبة وكمدا ان يجد شيئا كغيره من السراب حتى وجد عنده الزبانية تعتليه إلى النار وشبهها ثانيا فى ظلمتها وسوادها لكونها باطلة وفى خلوها عن نور الحق بظلمات متراكمة من لج البخر والأمواج والسحاب ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور من لم يهده الله لم يهتد عن الزجاج فى الحديث خلق الله الخلق ظلمة ثم رش عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل ألم تر ألم تعلم يا محمد علما يقوم مقام العيان فى الإيقان أن الله يسبح له من فى السموات والأرض والطير عطف على من صافات حال من الطير أى يصففن أجنحتهن فى الهواء كل قد علم صلاته وتسبيحه الضمير فى علم لكل أو الله وكذا فى صلاته وتسبيحه والصلاة الدعاء ولم يبعد أن يلهم الله الطير دعاءه وتسبيحه كما ألهمها سائر العلوم الدقيقة التى لا يكاد العقلاء يهتدون إليها والله عليم بما يفعلون لا يعزب عن علمه شئ ولله ملك السموات والأرض لأنه خالقها ومن ملك شيئا فبتمليكه اياه و إلى الله المصير مرجع الكل ألم تر أن الله يزجى يسوق إلى حيث يريد سحابا جمع سحابة دليله ثم يؤلف بينه وتذكيره للفظ أى يضم بعضه إلى بعض ثم يجعله ركاما مترا كما بعضه فوق بعض