النور ٥٨ - ٥٥
ليستخلفنهم أو نزل وعد الله فى تحققه منزلة القسم فتلقى بما يتلقى به القسم كأنه أقسم الله ليستخلفنهم يعبدوننى ان جعلته استئنافا فلا محل له كأنه قيل ما لهم يستخلفون ويؤمنون فقال يعبدوننى موحدين ويجوز أن يكون حالا بدلا من الحال الأولى وإن جعلته حالا عن وعدهم الله ذلك فى حال عبادتهم فمحله النصب لا يشركون بى شيئا حال من فاعل يعبدون أى يعبدوننى موحدين ويجوز أن يكون حالا بدلا من الحال الأولى ومن كفر بعد ذلك أى بعد الوعد والمراد كفران النعمة كقوله تعالى فكفرت بأنعم الله فأولئك هم الفاسقون هم الكاملون فى فسقهم حيث كفروا تلك النعمة الجسيمة وجسروا على غمطها قالوا أول من كفر هذه النعمة قتلة عثمان رضى الله عنه فاقتتلوا بعدما كانوا إخوانا وزال عنهم الخوف والآية أوضح دليل على صحة خلافة الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم أجمعين لأن المستخلفين الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم هم وأقيموا الصلوة معطوف على أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا يضر الفصل وإن طال وآتوا الزكوة وأطيعوا الرسول فيما يدعوكم إليه وكررت طاعة الرسول تأكيدا لوجوبها لعلكم ترحمون أى لكى ترحموا فإنها من مستجلبات الرحمة ثم ذكر الكافرين فقال لا تحسبن الذين كفروا معجزين فى الأرض أى فائنين الله بأن لا يقدر عليهم فيها فالتاء خطاب للنبى عليه الصلاة و السلام وهو الفاعل والمفعولان الذين كفروا ومعجزين بالياء شامى وحمزة والفاعل النبى صلى الله عليه و سلم لتقدم ذكره والمفعولان الذين كفروا ومعجزين ومأواهم النار معطوف على لا تحسبن الذين كفروا معجزين كأنه قيل الذين كفروا لا بفوتون الله ومأواهم النار ولبئس المصير أى المرجع النار يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم أمربأن يستأذن العبيد والاماء والذين لم يبلغوا الحلم منكم أى الأطفال الذين لم يحتملوا من الأحرار وقرئ بسكون اللام تخفيفا ثلاث مرات فى اليوم والليلة وهى من قبل صلوة الفجر لأنه وقت القيام من المضاجع وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة وهى نصف النهار فى القيظ لأنها وقت وضع الثياب للقيلولة ومن بعد صلاة العشاء لأنه وقت التجرد من ثياب اليقضة والالتحاف بثياب النوم


الصفحة التالية
Icon