النور ٦٢ - ٦١
فاخبرته اعتقها سرور بذلك فاما الآن فقد غلب الشح على الناس فلا يأكل الا باذن ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا مجتمعين أو أشتاتا متفرقين جمع شت نزلت فى بنى ليث بن عمرو وكانوا يتحرجون أن يأكل الرجل وحده فربما قعد منتظر انهاره إلى الليل فان لم يجد من يؤاكله أكل ضرورة أو فى قوم من الأنصار إذا نزل بهم ضيف لا يأكلون الا مع ضيفهم أو تحرجوا عن الاجتماع على الطعام لاختلاف اناس فى الأكل وزيادة بعضهم على بعض فاذا دخلتم بيتا من هذه البيوت لتأكلوا فسلموا على أنفسكم اى فابدءوا بالسلام على أهلها الذين هم منكم دينا وقرابة أو بيوتا فارغة أو مسجد فقولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين تحية نصب بسلموا لانها فى معنى تسليما نحو قعدت جلوسا من عندالله أى ثابتة بأمره مشروعة من لدنه أو لان التسليم والتحية طلب سلامة وحياة للمسلم عليه والمحيا من عند الله مباركه طيبة وصفها بالبركة والطيب لانها دعوة مؤمن لمؤمن يرجى بها من الله زيادة الخير وطيب الرزق كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون لكى تعقلوا أو تفهموا انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله و إذا كانوا معه على أمر جامع أى الذى يجمع له الناس نحو الجهاد والتدبير فى الحرب وكل اجتماع فى الله حتى الجمعة والعيدين لم يذهبوا حتى يستأذنوه أى ويأذن لهم ولما أراد الله عز و جل أن يريهم عظم الجناية فى ذهاب الذاهب عن مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم بغير اذنه إذا كانوا معه على أمر جامع جعل ترك ذهابهم حتى يستأذنوه ثالث الإيمان بالله والإيمان برسوله وجعلهما كالتشبيب له والبساط لذكره وذلك مع تصدير الجملة بأنما وايقاع المؤمنين مبتدأ مخبرا عنه بموصول أحاطت صلته بذكر الإيمانين ثم عقبه بما يزيده توكيدا وتشديدا حيث أعاده على أسلوب آخر وهو قوله ان الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله وضمنه شيئا آخر وهو أنه جعل الاستئذان كالصداق لصحة الإيمانين وعرض بحال المنافقين وتسالهم لو اذا فاذا استأذنوك فى الانصراف لبعض شأنهم امرهم فائذن لمن شئت منهم فيه رفع شأنه عليه الصلاة و السلام واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم وذكر الاستغفار للمستأذنين دليل على أن الافضل أن لا يستأذن قالوا وينبغى أن يكون الناس