الفرقان ٣٢ - ٢٨
فهذا أوانك وإنما قلبت الياء ألفا كما فى صحارى ومدارى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا فلان كناية عن الاعلام فان اريد بالظالم عقبة لما روى أنه اتخذ ضيافة فدعا رسول الله عليه الصلاة و السلام فابى أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين ففعل فقال له أبى بن خلف وهو خليله وجهى من وجهك حرام الا أن ترجع فارتد فالمعنى يا ليتنى لم أتخذ أبيا خليلا فكنى عن اسمه وإن أريد به الجنس فكل من اتخذ من المضلين خليلا كان لخليله اسم علم لا محالة فجعل كناية عنه وقيل وهو كناية عن الشيطان لقد أضلنى عن الذكر أى عن ذكر الله أو القرآن أو الايمان بعد اذ جاءنى من الله وكان الشيطان أى خليله سماه شيطانا لأنه أضله كما يضله الشيطان أو إبليس لأنه الذى حمله على مخالفة المضل ومخالفة الرسول للانسان المطيع له خذولا هو مبالغة من الخذلان إى محمد من عادة الشيطان ترك من يواليه وهذا حكاية كلام الله أو كلام الظالم وقال الرسول أى عليه الصلاة و السلام فى الدنيا يا رب إن قومى قريشا اخذوا هذا القرآن مهجورا متروكا أى تركوه ولم يؤمنوا به من الهجران وهو مفعول ثان لا تخذوا وفى هذا تعظيم للشكاية وتخويف لقومه لأن الأنبياء إذا شكوا إليه قومهم حل بهم العذاب ولم ينظروا ثم أقبل عليه مسليا ووعده النصرة عليهم فقال كذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا أى كذلك كان كل نبى قبلك مبتلى مبتلى بعداوة قومه وكفاك بى هاديا إلى طريق قهرهم والانتصار منهم وناصرا لك عليهم والعدو يجوز أن يكون واحدا وجميعا والباء زائدة اى وكفى ربك هاديا وهو تمييز وقال الذين كفروا أى قريش أو اليهود لولا نزل عليه القرآن جملة حال من القرآن أى مجتمعا واحدة يعنى هلا أنزل عليه دفعة واحدة فى وقت واحد كما أنزلت الكتب الثلاثة وماله أنزل على التفاريق وهو فضول من القول ومماراة بما لا طائل تحته لأن أمر الاعجاز الاحتجاج به لا يختلف بنزوله جملة واحدة أو متفرقا ونزل هنا بمعنى أنزل وإلا لكان متدافعا بدليل جملة واحدة وهذا اعتراض فاسد لأنهم تحدوا بالاتيان بسورة واحدة من أصغر السور فابرزوا صفحة عجزهم حتى لا ذوا بالمناصبة وفرعوا إلى المحاربة وبذلوا المهج ومالوا إلى الحجج كذلك جواب لهم أى كذلك أنزل مفرقا فى عشرين سنة أو فى ثلاث وعشرين وذلك فى كذلك اشارة إلى مدلول قوله لولا نزل عليه القرآن جملة لأن معناه لم أنزل عليك القرآن مفرقا