الفرقان ٤٠ - ٣٦
الواحد أنبياء ويؤمرون بأن يؤازر بعضهم بعضا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا إلى فرعون وقومه وتقديره فذهبا اليهم وانذرا فكذبوهما فدمرناهم تدميرا التدمير الاهلاك بأمر عجيب أراد اختصار القصة فذكر اولها وآخرها لأنهما المقصود من القصة أعنى الزام الحجة ببعثة الرسل واستحقاق التدمير بتكذيبهم وقوم نوح أى ودمرنا قوم نوح لما كذبوا الرسل يعنى نوحا وادريس وشيئا أو كان تكذيبهم لواحد منهم تكذيبا للجميع أغرقناهم بالطوفان وجعلناهم وجعلنا اغراقهم أو قصتهم للناس آية عبرة يعتبرون بها واعتدنا وهيأنا للظالمين لقوم نوح وأصله واعتدنا لهم الا أنه أراد تظليمهم فاظهر أو هو عام لكل من ظلم ظلم شرك ويتناولهم بعمومه عذابا أليما أى النار وعادا دمرنا عادا وثمود حمزة وحفص على تأويل القبيلة وغيرهما وثمودا على تأويل الحى أو لأنه اسم الأب الأكبر وأصحاب الرس هم قوم شعيب كانوا يعبدون الأصنام فكذبوا شعيبا فبيناهم حول الرس وهى البئر غير مطوية انهارت بهم فخسف بهم وبديارهم وقيل الرس قرية قتلوا نبيهم فهلكوا أو هم أصحاب الأخدود والرس الأخدود وقرونا وأهلكنا أمما بين ذلك المذكور كثيرا لا يعلمها إلا الله أرسل اليهم فكذبوهم فاهلكوا وكلا ضربنا له الأمثال بينا له القصص العجيبة من قصص الأولين وكلا تبرنا تتبيرا أى أهلكنا أهلاكا وكلا الأول منصوب بما دل عليه ضربنا له الأمثال وهو أنذرنا أو حذرنا والثانى بتبرنا لأنه فارغ له ولقد أتوا يعنى أهل مكة على القرية سدوم وهى أعظم قرى قوم لوط وكانت خمسا أهلك الله أربعا مع أهلها وبقيت واحدة التى أمطرت مطر السوء أى أمطر الله عليها الحجارة يعنى ان قريشا مروا كثيرة فى متاجرهم إلى الشأم على تلك القرية التى أهلكت بالحجارة من السماء ومطر السوء مفعول ثان والأصل أمطرت القرية مطرا أو مصدر محذوف الزوائد أى امطار السوء أفلم يكونوا يرونها أما شاهدوا ذلك بأبصارهم عند سفرهم الشام فيتفكروا فيؤمنوا بل كانوا لا يرجون نشورا بل كانوا قوما كفرة بالبعث لا يخافون بعثا فلا يؤمنون أولا يأملون نشورا كما يأمله المؤمنون لطعمهم فى الوصول إلى ثواب


الصفحة التالية
Icon