الكهف ٥١ - ٤٨
وقبل البروز ليعاينوا تلك الأهوال كانه قيل وحشرناهم قبل ذلك بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا وقتا لانجاز ما وعدتم على ألسنة الأنبياء من البعث والنشور أو مكان وعد للمحاسبة ووضع الكتاب أي صحف الأعمال فترى المجرمين مشفقين خائفين مما فيه من الذنوب ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة أي لا يترك شيئا من المعاصي إلا أحصاها حصرها وضبطها ووجدوا ما عملوا حاضرا في الصحف عتيدا أو جزاء ما عملوا ولا يظلم ربك أحدا فيكتب عليه مالم يعمل أو يزيد في عقابه أو يعذبه بغير حرم وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم سجود تحية أو سجود انقياد فسجدوا إلا إبليس كان من الجن وهو متسأنف كان قائلا قال ماله لم يسجد فقيل كان من الجن ففسق عن أمر ربه خرج عما أمره ربه به من السجود وهو دليل على أنه كان مأمور بالسجود مع الملائكة أفتتخذونه هو وذريته الهمزة للانكار والتعجب كانه قيل أعقيب ما وجد منه تتخذونه وذريته أولياء من دوني وتستبدلونهم بي ومن ذريته لا قيس موسوس الصلاة والأعور صاحب الزنا وبتر صاحب الصائب ومطوس صاحب الاراجيف وداسم يدخل ويأكل مع من لم يسم الله تعالى وهم لكم عدو أعداء بئس للظالمين بدلا بئس البدل من الله إبليس لمن استبدله فأطاعه بدل طاعة الله ما اشهدتهم أي إبليس وذريته خلق السموات والأرض يعني أنكم اتخذتموهم شركاء لي في العبادة وإنما يكونون شركاء فيها لو كانوا شركاء في الالهية فنفي مشاركتهم في الالهية بقوله ما اشهدتهم خلق السموات والارض لاعتضد بهم في خلقها أو أشاورهم فيه أي تفردت بخلق الأشياء فأفردوني في العبادة ولا خلق أنفسهم أي ولا أشهدت بعضهم خلق بعض كقوله ولا تقتلوا أنفسكم وما كنت متخذ المضلين أي وما كنت متخذهم عضدا أي أعوانا فوضع المضلين موضع ضمير ذمالهم بالإضلال فإذا لم يكونوا عضدا لي في الخلق فما لكم تتخذونهم شركاء لي في العبادة ويوم بقول الله