الفرقان ٧٥ - ٧٢
يقربونها تنزها عن مخالطة الشر وأهله إذ مشاهدة الباطل شركة فيه وكذلك النظارة إلى ما لم تسوغه الشريعة هم شركاء فاعليه فى الآثام لأن حضورهم ونظرهم دليل الرضا وسبب وجود الزيادة فيه وفى مواعظ عيسى عليه السلام إياكم ومجالسة الخاطئين أو لا يشهدون شهادة الزور على حذف المضاف وعن قتادة المراد مجالس الباطل وعن ابن الحنفية لا يشهدون اللهو والغناء و إذا مروا باللغو بالفحش وكل ما ينبغى أن يلغى ويطرح والمعنى وإذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به مروا كراما معرضين مكرمين أنفسهم عن التلوث به كقوله وإذا سمعوا اللغو عرضوا عنه وعن الباقر رضى الله عنه إذا ذكروا الفروج كنوا عنها والذين إذا ذكروا بآيات ربهم أى قرئ عليهم القرآن أووعظوا بالقرآن لم يخروا عليها صما وعميانا هذا ليس بنفى الخرور بل هو إثبات له ونفى الصم والعمى ونحوه لا يلقانى زيد مسلما هو نفى للسلام لا للقاء يعنى أنهم إذا ذكروا بها خروا سجدا وبكيا سامعين بآذان واعية مبصرين بعيون راعية لما أمروا به ونهوا عنه لا كالمنافقين وأشباههم دليله قوله تعالى وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا من البيان كانه قيل هب لنا قرة أعين ثم بينت القرة وفسرت بقوله من أزواجنا وذرياتنا ومعناه أن يجعلهم الله لهم قرة أعين وهو من قولهم رأيت منك أسدا أى أنت أسد أو للابتداء على معنى هب لنا من جهنم ما تقربه عيوننا من طاعة وصلاح وذريتنا أبو عمرو وكوفى غير حفص لإرادة الجنس وغيرهم ذرياتنا قرة أعين وإنما نكر لأجل تنكير القرة لأن المضاف لا سبيل إلى تنكيره إلا بتنكير المضاف إليه كأنه قال هب لنا منهم سرورا وفرحا وإنما قيل أعين على القلة دون عيون لأن المراد أعين المتقين وهى قليلة بالاضافة إلى عيون غيرهم قال الله تعالى وقليل من عبادى الشكور ويجوز أن يقال فى تنكير أعين أنها أعين خاصة وهى أعين المتقين والمعنى أنهم سألوا ربهم أن يرزقهم أزواجا وأعقابا عمالا لله تعالى بسرون بمكانهم وتقربهم عيونهم وقيل ليس شئ أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وأولاده مطيعين لله تعالى وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما هو الولد إذا رآه يكتب الفقه واجعلنا للمتقين إماما أى أئمة يقتدون بنا فى الدين فاكتفى بالواحد لدلالته على الجنس ولعدم اللبس أو واجعل كل واحد منا اماما قيل فى الآية ما يدل على أن الرياسة فى الدين يجب أن تطلب ويرغب فيها أولئك يجزون الغرفة أى الغرفات وهى العلالى فى الجنة فوحد اقتصارا على الواحد الدال على الجنس دليله وهم فى الغرفات آمنون بما صبروا أى بصبرهم على الطاعات وعن الشهوات وعلى أذى الكفار