الشعراء ١٣ - ٥
فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة ويلحقهم هوان بعد عزة وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث الا كانوا عنه معرضين أى وما يجدد لهم الله بوحيه موعظة وتذكيرا الا جددوا اعراضا عنه وكفروا به فقد كذبوا محمدا صلى الله عليه و سلم فيما أتاهم به فسيأتيهم فيسعلمون أنبؤا أخبار ما كانوا به يستهزؤون وهذا وعيد لهم وإنذار بأنهم سيعلمون إذا مسهم عذاب الله يوم بدر أو يوم القيامة ما الشئ الذى كانوا يستهزءون به وهو القرآن وسيأتيهم أنباؤه وأحواله التى كانت خافية عليهم أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا كم نصب بانبتنا فيها من كل زوج صنف من النبات كريم محمود كثير المنفعة يأكل منه الناس والأنعام كالرجل الكريم الذى نفعه عام وفائدة الجمع بين كلمتى الكثرة والاحاطة أن كلمة كل تدل على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل وكم تدل على أن هذا المحيط متكاثر مفرط الكثرة وبه نبه هلى كمال قدرته إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين أى أن فى انبات تلك الأصناف لآية على أن منبتها قادر على إحياء الموتى وقد علم الله أن أكثرهم مطبوع على قلوبهم غير مرجى إيمانهم و إن ربك لهو العزيز فى انتقامه من الكفرة الرحيم لمن آمن منهم ووحد آية مع الإخبار بكثرتها لأن ذلك مشار به إلى مصدر أنبتنا والمراد أن في كل واحدى من تلك الأزواج لآية أي آية وإذ مفعول به أى اذكر اذ نادى دعا ربك موسى ان أئت ان بمعنى أى القوم الظالمين أنفسهم بالكفر وبنى إسرائيل بالاستعباد وذبح الأولاد سجل عليهم بالظلم ثم عطف قوم فرعون عليهم عطف البيان كأن معنى القوم الظالمين وترجمته قوم فرعون وكأنهما عبارتان تعتقبان على مؤدى واحد ألا يتقون أى ائتهم زاجرا فقد آن لهم أن يتقوا وهى كلمة حث وإغراء ويحتمل أنه حال من الضمير فى الظالمين أى يظلموا غير متقين الله وعقابه فأدخلت همزة الإنكار على الحال قال رب إنى أخاف الخوف غم يلحق الإنسان لأمر سيقع أن يكذبون ويضيق صدرى بتكذيبهم