الشعراء ١٩٥ - ١٨٥
خلقكم وخلق الجبلة الأولين الماضين قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا إدخال الواو هنا ليفيد معنيين كلاهما مناف للرسالة عندهم التسحير والبشرية وتركها فى قصة ثمود ليفيد معنى واحدا وهو كونه مسحرا ثم قرر بكونه بشرا مثلهم وان نظنك لمن الكاذبين إن مخففة من الثقيلة واللام دخلت الفرق بينهما وبين النافية وإنما تفرقنا على فعل الظن وثانى مفعوليه لأن أصلهما أن يتفرقا على المبتدأ و الخبر كقولك ان زيد المنطلق فلما كان بابا كان وظننت من جنس باب المبتدأ و الخبر فعل ذلك فى البابين فقيل ان فإن زيد لمنطلقا وان ظننته لمنطلقنا فأسقط علينا كسفا كسفا حفص وهما جمعا كسفة وهى القطعة وكسفه قطعه من السماء أى السحاب أو الظلة ان كنت من الصادقين أى ان كنت صادقا أنك نبى فادع الله أن يسقط علينا كسفا من السماء أى قطعا من السماء عقوبة قال ربى بفتح الياء حجازى وأبو عمروا وبسكونها غيرهم أعلم بما تعملون أى أن الله أعلم بأعمالكم وبما تستحقون عليها من العذاب فان أراد أن يعاقبكم بإسقاط كسف من السماء فعل وان أراد عقابا آخر فاليه الحكم والمشيئة فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة هى سحابة أظلتهم بعد ما حبست عنهم الريح وعذبوا بالحر سبعة أيام فاجتمعوا تحتها مستجيرين بها مما نالهم من الحر فامطرت عليهم نارا فاحترقوا إنه كان عذاب يوم عظيم إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم وقد كرر فى هذه السورة فى أول كل قصة وآخرها ما كرر تقرير المعانيها فى الصدور ليكون أبلغ فى الوعظ والزجر ولأن كل قصة منها كتنزيل برأسه وفيها من الاعتبار مثل ما في غيرها فكانت جديرة بأن تفتتح بما افتتحت به صاحبتها وأن تحتم بما اختتمت به وانه أى القرآن لتنزيل رب العالمين منزل منه نزل به مخفف والفاعل الروح الأمين أى جبريل لأنه أمين على الوحى الذى فيه الحياة حجازى وأبو عمرو وزيد وحفص وغيرهم بالتشديد ونصب الروح والفاعل هو الله تعالى أى جعل الله الروح نازلا به والباء على القراءتين للتعدية على قلبك أى حفظك وفهمك إياه وأثبته فى قلبك إثبات مالا ينسى كقوله سنقرئك فلا تنسى لتكون من المنذرين بلسان عربى بلغة