الشعراء ٢١٨ - ٢٠٩
بالموصوف ذكرى منصوبة بمعنى تذكرة لأن أنذر وأذكر متقاربان فكأنه قيل مذكرون تذكرة أو حال من الضمير فى منذرون أي ينذرونهم ذوى تذكرة أو مفعول له أي ينذرون لأجل التذكرة والموعظة أو المرفوعة على أنها خبر مبتدأ محذوف بمعنى هذه ذكرى والجملة اعتراضية أو صفة بمعنى منذرون ذوو ذكرى أو تكون ذكرى متعلقة بأهلكنا مفعولا له والمعنى وما أهلكنا من أهل قرية ظالمين إلا بعد ما ألزمناهم الحجة بارسال المنذرين إليهم ليكون اهلاكهم تذكرة وعبرة لغيرهم فلا يعصوا مثل عصيانهم وما كنا ظالمين فنهلك قوما غير ظالمين ولما قال المشركون أن الشياطين تلقى القرآن على محمد أنزل وما تنزلت به أى القرآن الشياطين وما ينبغى لهم وما يستطيعون وما يتسهل لهم ولا يقدرون عليه انهم عن السمع لمعزولون لممنوعون بالشهب فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين مورد النهى لغيره على التعريض والتحريك له على زيادة الاخلاص وأنذر عشيرتك الاقربين خصهم لنفى التهمة إذ الانسان يساهل قرابته أو ليعلموا أنه لا يغنى عنهم من الله شيئا وان النجاة في اتباعه دون قربه ولما نزلت صعد الصفا ونادى فالاقرب فالقرب وقال يا بنى عبد المطلب يا بنى هاشم يا بنى عبد مناف يا عباس عم النبى يا صفية عمة رسول الله إنى لا أملك لكم من الله شيئا واخفض جناحك وألن جانبك وتواضع وأصله ان الطائر إذا أراد أن ينحط للوقوع كسر جناحه وخفضه وإذا أراد أن ينهض للطيران رفع جناحه فجعل خفض جناحه عند الانحطاط مثلا فى التواضع ولين الجانب لمن اتبعك من المؤمنين من عشيرتك وغيرهم فان عصوك ولم يتبعوك فتبرأ منهم ومن أعمالهم من الشرك بالله وغيره وتوكل على العزيز الرحيم على الذى يقهر أعداءك بعزته وينصرك عليهم برحمته يكفك شر من يعصيك منهم ومن غيرهم والتوكل تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره ويقدر على نفعه وضره وقالوا المتوكل من إذا دهمه أمر لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله وقال الجنيدر رضى الله عنه التوكل ان تقبل بالكلية على ربك وتعرض بالكلية عما دونه فان حاجتك إليه في الدارين فتوكل مدنى وشامى عطف على فقل أو فلا تدع الذى يراك حين تقوم متهجدا وتقلبك أى ويرى