النمل ٤٠ - ٣٧
فتضاف الى المهدي والمهدى له تقول هذه هدية فلان تريد هي التي أهداها أو اهديت إليه والمعنى ان ما عندي خير مما عندكم وذلك أن الله آتاني الدين الذي فيه الحظ الأوفر والغنى الأوسع وآتاني من الدنيا ما لا يستزاد عليه فكيف يرضى مثلي بأن يمد بمال بل أنتم قوم لا تعلمون إلا ظاهرا من الحياةالدنيا فلذلك تفرحون بما تزادون ويهدى إليكم لأن ذلك مبلغ همتكم وحالى خلاف حالكم وما أرضى منكم بشيء ولا افرح به إلا بالأيمان وترك المجوسيةوالفرق بين قولك أتمدونني بمال وأنا أغنى منكم وبين أن تقوله بالهاء إني إذا قلته بالواو وجعلت مخاطبي عالما بزيادتي في الغنى وهو مع ذلك يمدني بمال وإذا قلته بالفاء فقد جعلته ممن خفيت عليه حالي فأنا أخبره الساعة بما لا أحتاج معه إلى إمداده كأني أقول له أنكر عليك ما فعلت فإني غني عنه وعليه ورد فما آتاني الله ووجه الاضراب أنه لما أنكر عليهم الامداد وعلل إنكاره أضرب عن ذلك إلى بيان السبب الذي حملهم عليه وهو أنهم لا يعرفون سبب رضا لا فرح إلا أن يهدي إليهم حظ من الدنيا التي لا يعلمون غيرها ارجع إليهم خطاب للرسول أو الهدهد محملا كتابا آخر إليهم ائت بلقيس وقومها فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها لا طاقة لهم بها وحقيقة القبل المقاومة والمقابلة أي لا يقدرون أن يقابلوهم ولنخرجنهم منها من سبأ أذلة وهم صاغرون الذل أن يذهب عنهم ما كانوا فيه من العز والملك والضغار أن يقعوا في أسر واستبعاد فلما رجع إليها رسولها بالهدايا وقص عليها القصة قالت هو نبي وما لنا به طاقة ثم جعلت عرشها في آخر سبعة أبيات وغلقت الأبواب ووكلت به حرسا يحفظونه وبعثت إلى سليمان قادمة إليك لأنظر ما الذي تدعو إليه وشخصت إليه في اثني عشر ألف قبل تحت كل قيل ألوف فلما بلغت على رأس فرسخ من سليمان قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين أراد أن يريها بذلك بعض ما خصه الله تعالى به من اجراء العجائب على يده مع اطلاعها على عظم قدرة الله تعالى وعلى ما يشهد لنبوة سليمان أو أراد أن ياخذه قبل ان تسلم لعلمه أنها إذا أسلمت لم يحل له أن أخذ ما لها وهذا بعيد عند أهل التحقيق أو أراد أن يؤتي به فينكر ويغير ثم ينظر اتثبته أم تنكره اختبارا لعقلها قال عفريت من الجن وهو الخبيث المارد وإسمه ذكوان أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك مجلس حكمك وقضائك وإنى عليه على حمله لقوي أمين آتي به كما هو لا آخذ منه شيئا ولا أبدله فقال سليمان عليه السلام أريد أعجل من هذا قال الذي عنده علم من الكتاب أي ملك بيده كتاب المقادير أرسله الله تعالى عند قول العفريت أو


الصفحة التالية
Icon