النمل ٤٩ - ٤٥
النون غيرهم اقباعا للباء والمعنى بأن اعبدوا الله وحده فإذا للمفاجأة هم مبتدأ فريقان خبر يختصمون صفة وهي العامل في إذا والمعنى فإذا قوم صالح فريقان مؤمن به وكافر به يختصمون فيقول كل فريق الحق معي وهو مبين في قوله قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنما بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا أنا بالذي آمنتم به كافرون وقال الفريق الكافر يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة بالعذاب الذي توعدون قبل الحسنة قبل التوبة لولا هلا تستغفرون الله تطلبون المغفرة من كفركم بالتوبة والإيمان قبل نزول العذاب بكم لعلكم ترحمون بالإجابة قالوا أطيرنا بك تشاءمنا بك لأنهم قحطوا عند مبعثه لتكذيبهم فنسبوه إلى مجيئه والأصل تطيرنا وقريء به فادغمت التاء في الطاء وزيدت الألف لسكون الطاء وبمن معك من المؤمنين قال طائركم عند الله أي سببكم الذي يجيء منه خيركم وسركم عند الله وهو قدره وقسمته أو عملكم مكتوب عند الله فإنما نزل بكم ما نزل عقوبة لكم وفتنة ومنه وكل إنسان الزمناه طائره في عنقه وأصله أن المسافر إذا مر بطائر يزجره فان مرسانحا تيامن وإذا مر بارحا تشاءم فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر استعير لما كان سببهما من قدر الله وقسمته أو عمل العبد الذي هو السبب في الرحمة والنقمة بل أنتم قوم تفتنون تختبرون أو تعذبون بذنبكم وكان في المدينة مدينة ثمود وهي الحجر تسعة رهط هو جمع لا واحد له ولذا جاز تمييز التسعة به فكانه قيل تسعة أنفس وهو من الثلاثة إلى العشر وعن أبي دؤاد رأسهم قدار بن سالف وهم الذين سعوا في عقر الناقة وكانوا أبناء أشرافهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون يعني ان شأنهم الافساد البحت لا يخلط بشيء من الصلاح كما ترى بعض المفسدين قد يندر منه بعض الصلاح وعن الحسن يظلمون الناس ولا يمنعون الظالمين من الظلم وعن ابن عطاء يتبعون معايب الناس ولا يسترون عوراتهم قالوا تقاسموا بالله تحالفوا خبر في محل الحال باضمار قد أي قالوا متقاسمين أو أمر أي أمر بعضهم بعضا بالقسم لنبيتنه لنقتلنه بياتا أي ليلا وأهله ولده وتبعه ثم لنقولن لوليه لولى