النمل ٩٠ - ٨٧
يصدقون فيعتبرون وفيه دليل على صحة البعث لأن معناه ألم يعلموا أنا جعلنا الليل والنهار قواما لمعاشهم في الدنيا ليعلموا أن ذلك لم يجعل عبثا بل محنة وإبتلاء ولابد عند ذلك من ثواب وعقاب فإذا لم يكونا في هذه الدار فلابد من دار أخرى للثواب والعقاب ويوم واذكر يوم ينفخ في الصور وهو قرن أو جمع سورة والنافخ اسرافيل عليه السلام ففزع من في السموات ومن في الأرض اختير فزع على يفزع للأشعار بتحقق الفزع وثبوته وأنه كائن لا محالة والمراد فزعهم عند النفخة الأولى حين يصعقون إلا من شاء الله إلا من ثبت الله قلبه من الملائكة قالوا لهم جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت عليهم السلام وقيل الشهداء وقيل الحور وخزنة النار وحملة العرش وعن جابر رضي الله عنه منهم موسى عليه السلام لأنه صعق مرة ومثله ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه حمزة وحفص وخلف آتوه غيرهم وأصله آتيوه داخرين حال أي صاغرين ومعنى الإتيان حضورهم الموقف ورجوعهم الى أمره تعالى وانقيادهم له وترى الجبال تحسبها بفتح السين شامى وحمزة ويزيد وعاصم وبكسرها غيرهم حال من المخاطب جامدة واقفة ممسكة عن الحركة من جمد في مكانه إذا لم يبرح وهي تمر حال من الضمير المنصوب في تحسبها مر السحاب أي مثل مر السحاب زالمعنى إنك إذا رأيت الجبال وقت النفخة ظننتها ثابتة في مكان واحد لعظمها وهي تسير سيرا سريعا كالسحاب إذا ضربته الريح وهكذا الأجرام العظام المتكاثرة العدد إذا تحركت لا تكاد تبين حركتها كما قال النابغة في صفة جيش... بأرعن مثل الطود يحسب أنهم... وقوف لحاج والركاب تهملج...
صنع الله مصدر عمل فيه مادل عليه ممر لأن مرورها كمر السحاب من صنع الله فكأنه قيل صنع الله ذلك صنعا وذكر اسم الله لأنه لم يذكر قبل الذي أتق كل شيء أي أحكم خلقه أنه خبير بما يفعلون مكي بصرى غير سهل وأبو بكر غير يحيى وغيرهم بالتاء أي أنه عالم بما يفعل العباد فيكافئهم على حسب ذلك ثم لخص ذلك بقوله من جاء بالحسنة أي بقوله لا إله إلا الله عند الجمهور فله خير منها أي فله خير حاصل من جهتها وهو الجنة وعلى هذا لا يكون خير بمعنى أفضل ويكون منها في موضع رفع صفة الخبر أي بسببها وهم من فزع كوفي من فزع شديد مفرط الشدة هو خفو النار أو من فزع ما وإن قل وبغير تنوين غيرهم يومئذ كوفي ومدني وبكسر الميم غيرهم والمراد يوم القيامة آمنون أمن يعدي بالجار وبنفسه كقوله فأمنوا مكر الله ومن جاء بالسيئة بالشرك فكبت ألقيت وجوههم