القصص ١٤ - ١١
على قلبها وقالت لأخته مريم قصيه اتبعي أثره لتعلمي خبره فبصرت به أي أبصرته عن جنب عن بعد حال من الضمير في به أو من الضمير في بصرت وهم لا يشعرون أنها أخته وحرمنا عليه المراضع تحريم منع لا تحريم شرع أي منعناه أن يرضع ثديا غير ثدي أمه وكان لا يقبل ثدي مرضع حتى أهمهم ذلك والمراضع جمع مرضع وهي المرأة التي ترضع أو جمع مرضع وهم وموضع الرضاع وهو الثدي أو الرضاع من قبل من قبل قصها أثره أو من قبل أن نرده على أمه فقالت اخته وقد دخلت بين المراضع ورأته لا يقبل ثديا هل أدلكم أرشدكم على أهل بيت يكفلونه أي موسى لكم وهم له ناصحون النصح إخلاص العمل من شائبة الفساد روى أنها لما قالت وهم له ناصحون قال هامان أنها لتعرفه وتعرف أهله فخذوها حتى تخبر بقصة هذا الغلام فقالت إنما أردت وهم للملك ناصحون فانطلقت إلى أمها بأمرهم فجاءت بها والصبي على يد فرعون يعلله شفقة عليه وهو يبكي يطلب الرضاع فحين وجد ريحها استأنس والتقم ثديها فقال لها فرعون ومن أنت منه فقد أبى كل ثدي إلا ثديك فقالت إني إمرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا أوتي بصبي إلا قبلني فدفعه إليها وأجرى عليها وذهبت به إلى بيتها وأنجز الله وعده في الرد فعندها ثبت واستقر في علمها أنه سيكون نبيا وذلك قوله فرددناه إلى أمه كي تقر عينها بالمقام معه ولا تحزن بفراقه ولتعلم أن وعد الله حق أي وليثبت علمها مشاهدة كما علمت خبرا وقوله ولا تحزن معطوف على تقر وإنما حل لها ما تأخذه من الدينار كل يوم كما نال السدى لأنه مال حربي لا لأنه أجرة على إرضاع ولدها ولكن أكثرهم لا يعلمون هو داخل تحت علمها أي لتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون أنه حق فيرتابون ويشبه التعريض بما فرط منها حين سمعت بخبر موسى فجزعت ولما بلغ أشده بلغ موسى نهاية القوة وتمام العقل وهو جمع شدة كنعمة وأنعم عند سيبويه واستوى واعتدل وتم استحكامه وهو أربعون سنة ويروى أنه لم يبعث نبي إلا على رأس أربعين سنة آتيناه حكما نبوة وعلما فقها أو علما بمصالح الدارين وكذلك نجزي المحسنين أي كما فعلنا بموسى وأمه نفعل بالمؤمنين قال الزجاج جعل الله تعالى ايتاء العلم والحكمة مجازاة على الإحسان لأنهما يؤديان إلى الجنة التي هي جزاء المحسنين والعالم الحكيم من يعمل بعلمه لأنه تعالى قال ولبئس ما شروا به أنفسهم لوكانوا يعلمون فجعلهم جهالا إذ لم يعملوا بالعلم